ثم قالت وهي تشعل سيجارة: الجنفواز .. صاحبه يرغب في بيعه.
فقلت بلسان مخمور: ولكنه حقير كئيب. - فكر في موقعه الممتاز .. ممكن أن يصير ملهى ومطعما ممتازا! وأكدت أنه يدر ربحا كثيرا وهو بحالته الراهنة وتنبأت له بمزيد من النجاح إذا جدد. قالت: أنت ابن ناس، وسيضع البوليس ذلك في اعتباره، وعندي خبرة لا حد لها، الصيف مضمون، وبقية العام مضمونة كذلك بفضل الليبيين الذين يفدون علينا محملين بنقود البترول.
قلت وكأني في حلم: رتبي لي مقابلة مع الخواجة. - في أقرب فرصة وسوف أختص أنا بالجانب النسائي. - اتفقنا.
قبلتني وهي تتساءل: لم لا تجيء للإقامة معي؟ - فكرة، ولكن يجب أن تعرفيني على حقيقتي من أجل تعاون دائم، أنا لا أعرف ذلك الشيء الذي تسمونه الحب. •••
حوالي العاشرة صباحا عدت إلى البنسيون. التقيت بسرحان البحيري، في مدخل العمارة، تجاهلته كما تجاهلني ووقفنا ننتظر هبوط المصعد وأنا أقول لنفسي لعله جاء لزيارة آل عروسه، وفجأة التفت نحوي وقال: إنك كنت السبب فيما بيني وبين محمود أبو العباس.
تجاهلته تماما كأنني لم أسمع صوتا، فاستمر يقول: لقد اعترف لي بذلك.
ولما أصررت على تجاهله في احتقار وبرود قال بعصبية: على أي حال، فقد خلا سلوكك من شهامة الرجال.
تحولت إليه بغضب صائحا: اخرس يا ابن الكلب!
وسرعان ما تبادلنا الضربات حتى جاء البواب ورفاق له فخلصوا بيننا، توقف الضرب وبدأ السباب. حتى هتف: سأؤدبك .. انتظرني.
فهتفت بدوري: تعال لأريحك من حياتك القذرة. •••
Página desconocida