فضحكت من أعماق قلبها في مرح. يدها صغيرة صلبة خشنة الأنامل. قدماها مفلطحتان كبيرتان. أما الجسم والوجه فسبحان الله العظيم!
ومرة همست لي: إنه ثقيل الدم!
قلت لها مستعطفا: إنه رجل كبير سيئ الحظ، وبه مرض. - يظن نفسه باشا وقد مضى عهد الباشوات.
وقع قولها من أذني موقعا غريبا، فدار رأسي في دائرة سحرية قطرها قرن كامل. ••• - يأبون زيارة وزير الحقانية لأنه أفندي. - يا دولة الزعيم، لرجال القضاء مهابتهم! - إني فلاح قبل كل شيء، أما هم فشراكسة.
ثم ماضيا في تصميم: اسمع، طالما عيروني بالغوغاء ففاخرتهم بأنني زعيم الرعاع ذوي الجلاليب الزرق. اسمع، لا بد أن تتم الزيارة .. وبكل احترام. •••
حتى أنواع الويسكي حفظت أسماءها وهي تبتاعها من بقالة الهاي لايف. وكانت تقول لي: كلما طلبتها رمقتني الأبصار وضحكت الوجوه.
فرددت في نفسي «ليحفظك الله!» •••
يا لها من ضوضاء . الأصوات ليست بالغريبة ولكنها تصرخ محتدمة. ماذا يجري خارج الغرفة؟ غادرت الفراش والساعة تدق الخامسة مساء. تلفعت بالروب ومضيت إلى الخارج. لمحت طلبة وهو يختفي في حجرته ضاربا كفا على كف. رأيت زهرة جالسة مقطبة وشبه باكية مقوسة الظهر، والمدام واقفة أمامها في غاية من الكدر. ماذا هناك؟ قالت المدام لما رأتني: زهرة سيئة الظن جدا يا عامر بك.
تشجعت زهرة بحضوري فقالت بخشونة: أراد أن أدلكه!
بادرتها المدام: إنك لا تفهمين، إنه مريض، كلنا نعلم ذلك، في حاجة إلى تدليك، كان يسافر كل سنة إلى أوروبا، وما دمت لا تريدين فلن يرغمك أحد.
Página desconocida