وقال (صلي الله عليه وسلم): "هلاك(1) أمتي من رجلين: عالم فاجر، وجاهل متعمد"، وقال: "أشر الناس العلماء؛ إذا فسدوا"، ويقال: زلة العالم لا تقال، ولا تستقال، وقيل: زلة العالم كالسفينة تغرق، ويغرق فيها خلق كثير، وقيل لعيسي (عليه السلام): من أشد الناس فتنة؟ قال: زلة العالم؛ إذ زل بزلته خلق كثير.
وقال(2) النبي (صلي الله عليه وسلم): "من ازداد علما؛ فلم يزدد هدي لم يزدد من الله إلا بعدا".
وقال عمر (رضي الله عنه): خير العلم ما دخل معك قبرك، وشر العلم ما خلفته ميراثا، قيل له: ومال ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: ما علمت به دخل معك قبرك ثوابه؛ وإذا لم تعمل خلفته ميراثا عليك لا لك.
وروي(3) عن النبي (صلي الله عليه وسلم) أنه قال: "العلماء أمناء الله في أرضه على عباده وبلاده ودينه؛ ما لم يدخلوا في الدنيا، ويخالطوا السلطان؛ فإذا فعلوا ذلك، فقد خانوا الله ورسوله، فحذروهم واتهموهم على دينكم" وقال (صلي الله عليه وسلم): "لا تزال هذه الأمة في يد الله، وتحت كنفه؛ ما لم يمل قراؤها لأمرائها، ولم تذل صلحاؤها لفجارها، وما أخذ خيارها على يد اشرارها؛ فإذا لم يفعلوا ذلك - رفع الله يده عنهم، ثم سلط عليهم جبابرتهم؛ فساموهم سوء العذاب، وضربهم بالفاقة، والفقر، وملأ قلوبهم رعبا".
وقيل: إذا ترك العالم العمل نودي يا هذا: تركت الطريق. وقيل: أوحي الله إلى داود (عليه السلام)، لا تجعل بيني وبينك عالما محبا للدنيا؛ فيصدك عن طريق محبتي، أولئك قطاع الطريق على عبادي، إن أدني ما أنا صانع بهم: أن أنزع مناجاتي من قلوبهم.
Página 37