وقال (صلي الله عليه وسلم): "يا ابن مسعود: أتدري أي الناس أعلم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: أعلم الناس أبصرهم للحق؛ إذا اختلف الناس، وإن كان مقصرا في العمل". وقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): "يبعث الله العباد يوم القيامة ثم يميز العلماء؛ فيقول: يا معاشر العلماء: إني لم أضع فيكم على لأعذبكم به، انطلقوا فقد غفرت لكم"، وقال: "إن العالم يستغفر له من في السموات والأرض، والحيتان في جوف الماء. وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب؛ لأن العلماء ورثة الأنبياء، ومصابيح الهدي، وأمناء الله على وحيه، ما لم يركنوا إلى الدنيا".
وقال (صلي الله عليه وسلم): "من وقر عالما فقد وقر ربه عز وجل". وقال: "من إجلال الله تعالي إكرام ثلاثة: قارئ القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه، والعالم، وللشيبة المسلم". وقال (صلي الله عليه وسلم): "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ولم يعرف الفضل لعلمائنا"، وقيل: أراد زيد بن ثابت الركوب، فأخذ عبد الله بن العباس بركاب زيد، وقال: هكذا نفعل بعلمائنا، وقيل: كان يحضر مجلس ابن عباس حبشي أسود، وكان ابن عباس يجله، ويرفع قدره، ويصدره في المجلس؛ فقيل له في ذلك: فقال: هذا رجل أكرمه الله بالعلم، وقيل: لا يزال الناس بخير ما عظموا الأشراف، وفضلوا العلماء، وأجلوا الشيوخ.
Página 28