وروي عن النبي (صلي الله عليه وسلم) أنه كان يردد الآية من القرآن مرارا، قال الله تعالي:" ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب " ولم يقل: ليقرأوا آياته، وقراءة النبي (صلي الله عليه وسلم) مرة واحدة مجزية من إعادة ذكرها حالا بعد حال؛ بل قد ذم من يمر بالآيات، ولا يتدبرها، ويري المعجزات، ولا يتأملها، قال الله تعالي: " وكأين من آية في السموات والأرض، يمرون عليها وهم عنها معرضون " .
وروي ابن عباس (رضي الله عنه) أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال: "من بلغه هذا القرآن؛ فكأنما شافته به، ثم قرأ: " وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به " ومن بلغه هذا القرآن؛ فقد بلغته إنذاره، وقامت عليه الحجة إلى يوم القيامة. وكان [كل] من تلي عليه كتاب الله، أو سمعه: علم أنه ليس من كلام المخلوقين، وأنه معجز، قال الله تعالي: " أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ". وكل آية منه تقوم بها الحجة على من سمعه، فمن تلي عليه؛ فرده بعد سماعه: فإنما هو ملحد متعنت فالقرآن كتاب الله جعله الله مهيمنا علي الكتب:" لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد". فمن بلغه القرآن فلا حجة له علي الله.
فصل:
Página 231