============================================================
حرام، فإن تعمدت.. فذنب وكبيرةآ، وربما تعلق قلبك بذلك، فتهلك إن لم يرحم الله تعالى ، فلقد روي : ( إن العبد لينظر النظرة ينغل فيها قلبه كما ينغل الأديم في الدباغ ، لا ينتفع به أبدا)(1) .
وإن كان مباحا.. فرتما يشتغل قلبك به، فجاءك الوسواس والخواطر بسببه، ولعلك لا تصل إليه فتبقى مشغول القلب ، منقطعا عن الخير، وإن كنت لم تر ذلك.. فقد كنت مستريحا عن ذلك كله ، وفي هذذا المعنى ذكر عن عيسى صلوات الله وسلامآه عليه وعلى نبئنا أنه قال : (إياكم والنظرة؛ فإنها تزرع في القلب الشهوة ، وكفى بها لصاحبها فتنة)(2): وقال ذو النون رحمه الله تعالى : نعم حاجب الشهوات غض الأبصار.
ولقد أحسن القائل: (من الطويل] وأنت إذا أرسلت طزفك رائدا لقلبك يوما أتعبتك المناظر رأيت الذي لا كله أنت قاد عليه ولا عن بعضه أنت صابرو(3 فإذن لما كنت غاضا للبصر، حافظا للعين، لا تنظر إلى ما لا يعنيك ولا يهئك. كنت نقي الصدر، فارغ القلب ، مستريحا عن كثير من الوسواس ، سالم النفس عن الآفات ، متزايدا في الخيرات، فتنبه لهلذه النكتة الجامعة ، واللهعز وجل الموفق بمنه وفضله .
وأما التهديد : فقوله تعالى : إن الله خبير بما يضنعون} ، وقال تعالى : يعلم خآينة الاعين وما تخفى الضدور) وكفى بهذا تحذيرا لمن خاف مقام ربه، فهذا أصل واحد من كتاب الله عز وجل.
Página 106