============================================================
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " خلق فيها ما لا عين رأث ، ولا أذن سمعث، ولا خطر على قلب بشر "(1).
وإن المفسرين يقولون في قوله تعالى : لنفد البحرقبل أن نتفد كلمكث رى} : إن هلذه هي الكلمات التي يقولها الله تعالى لأهل الجنة في الجنة باللطف والإكرام، ومن تكون حاله هلذه. . فأنل يبلغ جزءا من ألف ألف جزء منه وهم بشر؟! أو كيف يحيط به علم مخلوق؟! كلا، بل تقاعدت الهمم، وتقاصرت دونه العقول، وحق أن يكون ذلك كذلك ، وهو عطاءآ العزيز العليم على مقتضى الفضل العظيم، وحسب الجود القديم، ألا لمثل هلذا فليعمل العاملون، وليبذل المجتهدون جهدهم لهلذا المطلوب العظيم ، وليعلموا أن ذلك كله لأقل قليل في جنب ما هم إليه محتاجون، وإئاه يطلبون، وله يتعرضون: وليعلموا أن العبد لا بد له في الجملة من أربعة : العلم، والعمل، والإخلاص، والخوف، فيعلم أولا الطريق ، وإلأ.. فهو أعمى، ثم يعمل بالعلم، وإلا.. فهو محجوب، ثم يخلص العمل، وإلا.. فهو مغبون، ثم لا يزال يخاف ويحذر من الآفات إلى أن يجد الأمان، وإلا.. فهو مغرود .
ولقد صدق ذو النون رحمه الله حيث قال : (الخلق كلهم موتى إلا العلماء، والعلماء كلهم نيام إلأ العاملين ، والعاملون كلهم مغترؤون إلا المخلصين، والمخلصون على خطر عظيم)(2).
قلت أنا : والعجب كل العجب من أربعة : أحدها: من عاملي غير عالم، أما يهتم بمعرفة ما بين يديه؟ أما يتعرف ما هو مطلع بعد الموت عليه بالنظر في هلذه الدلائل والعبر، والاستماع إلى
Página 283