Minhag al-ʿabidin

Al-Ghazali d. 505 AH
183

Minhag al-ʿabidin

منهاج العابدين

Géneros

============================================================

وقال المخلصون : بل الغم كله واحد بالحقيقة، وهو غم المعرفة، وكل غم دونه جلل(1) ؛ إذ له أنقضاء :.

ولقد بلغنا عن يوسف بن أسباط رحمه الله أنه قال : (دخلت على سفيان فبكى ليله أجمع ، فقلت : بكاؤك هلذا على الذنوب ؟ قال : فحمل تبنا وقال : الذنوب على الله أهون من هلذا ، إنما أخشى أن يسلبني الله الإسلام) (2).

نسأل الله ربنا الحتان المنان سبحانه ألأ يبتلينا بمصيبة، وأن يتم علينا بفضله كبير نعمته ، وأن يتوفانا على ملة الإسلام ، إنه أرحم الراحمين: وقد ذكرنا سبب سوء الخاتمة ومعناها في كتاب " إحياء علوم الدين"، فتأمله هناك ؛ فإن الخوض فيه هلهنا خروج إلى الإكثار، فتأقل هذذه الجملة راشدا ؛ فإن التفصيل أكثر من أن يأتي عليه الوهم والذكر ، لعلك تفلح بعون الله وحسن توفيقه.

فإن قلت : فأي الطريقين أسلك : طريق الخوف ، أم طريق الرجاء ؟

يقالك لك : بل المركب بينهما، فلقد قيل : من غلب عليه الرجاء.. صار مرجي(3)، وربما يخاف عليه أن يصير خرمية(4)، ومن غلب عليه الخوف..

صار حروري(5)، والمراد : الأ ينفرد بأحدهما دون الآخر؛ فإن - بالحقيقة- (50 الرجاء الحقيقي لا ينفك عن الخوف الحقيقي ، والخوف الحقيقي لا ينفك عن الرجاء الحقيقي ، ولذلك قيل : الرجاء كله لأهل الخوف إلأ الأمن، والخوف كله لأهل الرجاء إلأ اليأس :

Página 217