============================================================
وفي العرض بقتال الناس إياه، والطمع فيه، والازدراء به، والغية له، والكذب عليه ، وفي المال بالذهاب والزوال.
ولكل واحدة من هلذه المصائب لذعة وحرقة من نوع آخر ، فيحتاج إلى الصبر عليها كلها ، وإلأ.. فيمنعه الجزع والتلفف من التفرغ للعبادة.
ورابعها : أن طالب الآخرة أشد أبتلاء وأكثر محنة أبدا ، ومن كان إلى آلله تعالى أقرب.. فالمصاتآب له في الدنيا أكثر ، والبلاء عليه أشد ، أما تسمع قوله صلى الله عليه وسلم : " أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الشهداء ، ثم الأمثل فالأمثل؟"(1).
فإذن من قصد الخير وتجرد لطريق الآخرة.. استقبلته هلذه المحن، فإن لم يصبر عليها ، ولا يكون بحيث لا يلتفت إليها. . أنقطع عن الطريق ، وأشتغل عن العبادة ، فلا يصل إلى شيء من ذلك .
ولقد أعلمنا الله سبحانه بالتقاء المحن والمصائب وأبتلائنا بها، وحقق ذلك وأكده فقال: لتبلوب في أموالكم وأنفسكم ولتتمعب من الذيين و9 أوثوا الكتلب من قبلكم ومن الذي أشركوا أذى كثيرا} ، ثم قال سبحانه : وإن تصيروا وتتقوا فإن ذلك من عزو ألأمور) ، فكأنه يقول : وطنوا أنفسكم على أنه لا بد لكم من أنواع البلايا، فإن تصبروا.، فأنتم الرجال ، وعزائمكم عزائم الرجال.
فإذن من عزم على عبادة الله تعالى. . يجب أولا أن يعزم على الصبر الطويل، ويوطن نفسه على احتمال المشاق العظيمة المتوالية إلى الموت، وإلا.. فقد قصد الأمر بغير آلته، وأتاه من غير وجهه.
ولقد ذكر عن الفضيل رحمه ألله أنه قال : (من عزم على قطع طريق الآخرة.. فليجعل على نفسه أربعة ألوان من الموت : الأبيض، والأحمر، والأسود، والأخضر؛ فالموث الأبيض: الجوع، والأسود : ذم الناس،
Página 177