Minhaj al-Talibin wa-Bulugh al-Raghibin
منهج الطالبين وبلاغ الراغبين
Géneros
وقيل: يا رسول الله إن الناس قالوا: لا إله إلا الله، فعمي علينا بها الكافر من المؤمن، فقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أنا أدلكم على الفرق في ذلك:- أن المؤمن، إذا قال: لا إله إلا الله أتبعها بالعمل الصالح؛ وإذا أصبح فهمه الجنة والنار، وأن الكافر؛ إذا قال: لا إله إلا الله أتبعها الفجور؛ وإذا أصبح فهمه بطنه، وفرجه، ودنياه.
وقيل في قوله تعالي: " وما يدريك لعله يزكى "؛ يقول: لا إله إلا الله، وروي عن ابن عباس أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال: لما قال فرعون: لا إله إلا أنت، جعل جبرائيل يحشو في فيه الطين، والتراب، وقال (صلي الله عليه وسلم): قال لري جبرائيل (عليه السلام): لو رأيتني وأنا أخذ من حال البحر، وهي الحمرة فأسده في فم فرعون مخافة أن ينثني، فتدركه الرحمة، قال جبريل (عليه السلام) لي: يا محمد ما غضب ربك على أحد غضبه على فرعون، إذ قال: " ما علمت لكم من إله غيري "، وإذا قال: " فحشر فنادى، فقال أنا ربكم الأعلى "، فلما أدركه الغرق: ما أنفككت أحشو فاه رملا؛ مخافة أن تدركه الرحمة.
وقيل: قال موسي (عليه السلام): إلهي علمني عملا أنجو به من النار وأدخل به الجنة، فأوحي الله إليه: يا موسى قل: لا إله إلا الله، فقالها، فأوحي الله إليه، قلها، فقالها ثلاثا، فأوحي الله إليه، يا موسى، استحققت بقول: لا إله إلا الله الجنة، يا موسى لو وضع قول: لا إله إلا الله في كفة، وجميع ما خلقت في كفة لرجج قول لا إله إلا الله ذلك كله.
Página 293