Minhaj al-Talibin wa-Bulugh al-Raghibin
منهج الطالبين وبلاغ الراغبين
Géneros
وهو بمعني الحمود، رحمه الله الثناء عليه، وحمد نفسه فقال: " الحمد لله " بيانا لعباده، كيف يحمدونه، والحمد هو ضد الذم، والشكر: هو الاعتراف بالنعمة، وضده الكفر.
الشكور:
ووصف الله نفسه أنه الشكور على سبيل التوسع، والمجاز؛ لأنه الشكر شكر النعمة التي كانت المشكور على الشاكر. فلما لم تكن للعباد على الله نعمة لم يجز أن يكون شاكرا لهم في الحقيقة؛ ولكن لما كان مجازيا للمطيعين على طاعتهم: جعل محازاته إياهم على الطاعات منهم شكرا منه لهم على المجازات على أن مكافأة المنعم قد يقال: إنها شكر على التوسع، وإن كان الشكر على الحقيقة هو الاعتراف بالنعمة.
والشكور من الناس: الذي يرضي بالقليل من العطاء، ويقال لمن قنع برزقه: شكر لله، ويقال دابة شكور، إذا كانت تسمن على القليل من العلف، والله تعالي سمي نفسه الشكور؛ لأنه يرضي من عباده بالقليل من العمل، والعبادة.
والشكر، والشاكر: بمعني الشكور، وشكر الرجل؛ إذا أثني عليه بمعروف، ومن شكر فقد حمد؛ لأن الشكر يجمع الحمد والشكر جميعا.
الكريم:
وهو المرتفع من كل شيء، يقال: فلان أكرم قومه، أي: أرفعهم منزلة، وقدرا، وكذلك كل شيء ارتفع عن منزلة تطرأ به.
ويقال فرس كريم؛ إذا كان أشهر الأفراس فراهة، وفي قوله تعالي: " إني ألقي إلي كتاب كريم " أي: شريف، وقيل مختوم؛ لأن شرف الكتاب ختمه.
والكريم: الفاضل في قوله تعالي: " لهم مغفرة ورزق كريم " وقوله تعالي: " أرأيتك هذا الذي كرمت علي " أي: فضلت على، ورفعته فوقي، وقوله تعالي: " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر " أي: شرفناهم وفضلناهم على سائر الخلق، وكل شيء وصف بالكريم؛ فإنما أريد به؛ الارتفاع، والشرف، والفضل، ويقال: الكريم الذي لا يمن إذا أعطي، فيكدر العطية بالمن، وقيل: الكريم الصفوح.
Página 285