موالاتهم ومحبتهم وعدم السلام عليهم وامتنع من أكل ذبائحهم فقد أخطأ وتجاوز الحد، وخالف سبيل المؤمنين، واتبع سبيل من خالفهم من المبتدعين.
ومن ذلك أيضا أنهم يلزمون من دخل في هذا الدين من الأعراب وغيرهم بلبس عصابة، ويسمونها: العمامة. فمن لبسها كان من الإخوان الداخلين في الدين، ومن لم يلبسها فليس من الإخوان؛ لأنه لم يلبس السنة عندهم، وزعموا أن هذه العمامة زي وشعار يتميز به من دخل في هذا الدين عمن لم يدخل فيه. فمن رأوها عليه أحبوه ووالوه وسلموا عليه، ومن لم يروها عليه لم يسلموا عليه ولم يردوا ﵇؛ لأنه ليس من الإخوان ولم يلبس السنة.
وقد ذكرنا ما يبطل هذه البدعة ويردها في" إرشاد الطالب إلى أهم المطالب" مستوفاة بأدلتها، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية _قدس الله روحه_ في كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان:
فصل: وليس لأولياء الله شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات، فلا يتميزون بلباس دون لباس إذا كان كلاهما مباحا، ولا بحلق شعر أو تقصيره أو تضفيره إذا كان مباحا، كما قيل: كم من صديق في قباء، وكم من زنديق في عباء إلى آخر كلامه _رحمه الله تعالى_.
فبين _رحمه الله تعالى_ أنه ليس لأولياء الله المتقين لباس يتميزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات.
1 / 32