93

============================================================

وصفاته في الأزل غير مخدثة ولا مخلوقة، فمن قال إيها مخلوقة أو مخدثة، أو وقف فيها أو شك فيها فهو كافر باللله تعالى.

والقرآن كلام اللله تعالى في المصاحف مكتوب، ......

الخالق قبل المخلوق، فأفاد أن معنى الخالق قبل الخلق واستحقاق اسم الخالق بسبب قيام قدرته تعالى على الخلق، فاسم الخالق أزلي ولا مخلوق في الأزل لمن له قدرة الخلق في الأزل، وهذا ما يقوله الأشاعرة.

انتهى. وفيه أن المفهوم لا يعارض المنطوق المعلوم.

(وصفاته في الأزل غير محدثة ولا مخلوقة) هو تأكيد وتاييد: أي غير محدثة بإحداثه ولا مخلوقة بخلق غيره.

(فمن قال إنها مخلوقة أو محدثة أو وقف فيها)، أي بأن لا يحكم بأنها قديمة أو حادثة ويؤخر طلب معرفتها ولا يقول امنت بالله وصفاته على وفق مراده (أو شك فيها)، أي تردد في هذه المسألة ونحوها سواء يستوي طرفاه أو يترجح آحدهما (فهو كافر بالله تعالى)، آي ببعض صفاته، وهو مكلف بأن يكون عارفا بذاته وجميع صفاته، إلا أن الجهل ال والشك الموجبين للكفر مخصوصان بصفات الله المذكورة من النعوت المسطورة المشهورة، أعني الحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة والتخليق والترزيق.

(والقرآن كلام الله تعالى)، أي المنعوت بالفرقان المتزل على عين الأعيان وزين الإنسان، إلا أن المراد به ههنا كلامه النفسي ونعته الأنسي، وهذا الاطلاق لأن معناه يفهم بواسطة مبناه؛ فالمعنى آن كلامه سبحانه الذي نعته المعظم شأنه (في المصاحف مكتوب)، أي بأيدينا بواسطة

Página 93