============================================================
أما الداتية فالحياة والقدرة00 الصفات والحالات التي بها تتم الأعراض، ولأنه لو لم تكن ذاته كاقية في حصول ذلك لكانت محتاجة إلى ظهور الغير هنالك، وكل محتاج إلى الغير فهو ممكن الوجود، وقد ثبت أنه واجب الوجود، قال الله تعالى: يأيها النام أنته الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) [فاطر : 15]، اي غني بذاته وصفاته عن ظهور مصنوعاته،، وهو حميد بنعوته وأسمائه سواء حمده أو لم يحمده أحد من سواه؛ فهو منزه عن التغير والانتقال(1)، بل لا يزال في نعوته الفعلية منزها عن الزوال، وفي صفاته الذاتية مستغنيا عن الاستكمال، ولا يلزم من حدوث متعلقات هذه الصفات حدوث الصفات كالمخلوق والمرزوق والمسموع والمبصر وسائر الكائنات وجميع المعلومات: (أما الذاتية)، أي الإجماعية : (فالحياة) وهي صفة أزلية تقتضي صحة العلم لموصوفها.
(والقدرة)، أي وكذا صفة القدرة صفة أزلية تؤثر في المقدورات عند (1) (منزه عن التغير والانتقال): لأن ذلك من شأن الحوادث المخلوقات، وليس خالق الخلق جل جلاله. وقد احتج أهل السنة على امتناع حلول الحوادث بالله تعالى، وما ورد من ذلك كحدوث علم الله والانتقال من حال إلى حال فإن المراد لازمه مثل قوله سبحانه في الحديث القدسي: (... ومن أتاني يمشي اتيته هرولة) المراد مبادرة الله تعالى إلى مثوبته وإكرامه، ويأتي لهذا الكلام مزيد بيان إن شاء الله تعالى في مرضعه. قال الامام الطحاوي في (عقيدته) والله يغضب ويرضى ليس كأحد من خلقه.
Página 69