============================================================
فبها، وإلا فإن كان مصيما على مقوله ولم يرجع بالمنقول عن معقوله فيجب تعزيره وتشهيره بما يراه الحاكم الشرعي كما يقتضيه تقريره، فإنه لا يخلو من أن يدعي ادعاء مطلقا في بيانه أو منزها عن كل ما لا يليق بجلاله سبحانه، فيكون ممن افترى على الله كذبا، وهو من آكبر الكيائر، بل عد بعض العلماء الكذب على النبي كفرا، فمن أظلم ممن كذب على الله أو ادعى ادعاء معينا مشتملا على إثبات المكان والهيثة والجهة من مقابلة وثبوت مسافة وأمثال تلك الحالة، فيصير كافرا لا محالة وهذا مجمل مقال بعض أرباب العقائد المنظومة : ن قال في الدنيا نراه بعينه فذلك زنديق طغا وتمردا ال وخالف كتب الله والرسل كلها وزاغ عن الشرع الشريف وأبعدا وذلك ممن قسال فيه إللهنا يرى وجهه يوم القيامة أسودا اشارة إلي قوله تعالى : { ويوم القيكمة ترى الذي كذبوا على الله وجوههم تسودة) [الزمر: 60]، وقد نقل جماعة الإجماع على أن رؤية الله تعالى لا تحصل للأولياء في الدنيا. وقد قال ابن الصلاح ليلة الإسراء، فقد روى البخاري بسنده إلى مسروق قال: لقي اين عباس كعب بعرفة فسأله عن شيء، فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم نقول: إن محمدا رأى ربه مرتين، فكبر كعب حتى جاوبت الجبال، ثم إنه قال: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام. فتح الباري 906/8 . ورواه مسلم وغيره. وحكى عبد الرزاق عن معمر عن الحسن البصري رحمه الله تعالى أنه يحلف بالله لقد راى محمد ربه. وقال الإمام النووي: الراجح عند اكثر العلماء ان رسول الله رأى ربه بعيتي رأسه ليلة المعراج. انظر الشفاء في حقوق المصطفى، للقاضي عياض رحمه تعالى:
Página 357