281

============================================================

أدخلواءال فرعو أشد العذاب) [غافر: 46]، ففيه أن الرواية المذكورة لا أصل لها، والميزان ما وضع لتمييز المراتب في الكفر والإيمان، وإلا فكما أن المشركين والكفار لهم دركات، كذلك للمسلمين الأبرار درجات، فالصواب أن آية الميزان والكتاب وأكثر ما وقع في القرآن المجيد من الوعد والوعيد فهو مختص بالكفار والأبرار، وما ذكر فيه حال العصاة والفجار ليكونوا بين الخوف والرجاء في تلك الدار بين المقام في دار القرار وفي دار البوار، نعم قد ورد آن من استوت حسناته وسيئاته فهو من أهل الأعراف، فيتأخر دخوله في الجنة عن أهل المعرفة والإنصاف ال و المجاهدين في المصاف والقائمين بأنواع الطاعة من الصلاة والطواف والاعتكاف.

وأما قوله تعالى: فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا} [الكهف : 105]، أي مقدارا واعتبارا عند الله؛ ثم ذكر الموازين بلفظ الجمع والحال أن الميزان واحد نظرا إلى كثرة الخلق على سبيل مقابلة الجمع بالجمع، أو لأجل كبر ال ذلك الميزان، عبر عنه بلفظ الجمع في ميدان البيان، أو جمع موزون، ولا شك في جمعه.

وأما قول القونوي: إن الموزون هو العمل الذي له وزن وخطر عنده سبحانه، فليس على إطلاقه، بل الموزون(1) أعم من الطاعة والمعصية (1) (بل الموزون) قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: ( والوزن يومهذ الحق)، المراد يالوزن وزن أعمال العباد بالميزان، قال ابن عمر: توزن صحائف أعمال =

Página 281