============================================================
صفات الله به تكون الأشياء المخلوقة، إذ بأمره تكون كل المخلوقات، قال الله تعالى: ( والشمس والقمر والنجوم مسخرت بأتره الا له الخلق والأت) (الأعراف: 54]، ففرق بين الخلق والأمر، وطرد باطلهم أن تكون جميع صفاته تعالى مخلوقة كالعلم والقدرة وغيرها، فذلك صريح كفر، فإن علمه شيء وقدرته شيء وحياته شيء، فيدخل ذلك في عموم كن فيكون مخلوقا بعد أن لم يكن، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
وكيف يصح أن يكون متكلما بكلام يقوم بغيره، ولو صح ذلك للزم ان يكون ما أحدثه من الكلام في الجمادات والحيوانات كلامه ولا يفرق بين نطق وأنطق الله، وإنما قالت الجلود: أنطقنا الله} [فصلت: 21]، الولم تقل نطق الله، بل يلزم أن يكون متكلما بكل كلام خلقه في غيره زورا كان أو كذبا أو كفرا أو هذيانا، تعالى الله عن ذلك .
قال القونوي: وقد طرد ذلك الاتحادية، فقال ابن عربي: ال وكل كلام في الوجود كلامه سواء علينا نثره ونظامه ال وبمثل ذلك ألزم الإمام عبد العزيز المكي بشر المريسي بين يدي المأمون بعد أن تكلم معه ملتزما أن لا يخرج عن نص التنزيل وألزمه الحجة، فقال بشر: يا أمير المؤمنين ليدع مطالبتي بنص التتزيل ويناظرني بغيره، فإن لم يدع قوله ويرجع عنه ويقر بخلق القرآن الساعة وإلا قدمي حلال، قال عبد العزيز: تسألني أو أسألك؟ فقال بشر: أنت. وطمع في، قال: فقلت له: يلزمك واحدة من ثلاث لا بد منها: إما أن تقول إن الله
Página 115