============================================================
ويرى لا كرؤيتنا، ويسمع لا كسمعنا،.....
(ويرى)، أي هو سبحانه؛ لقول تعالى : ألريعلم بأن الله يرى} [العلق : 14] (لا كرؤيتنا ويسمع لا كسمعنا)، فإنا نرى الأشكال والألوان المختلفة ال ونسمع الأصوات والكلمات المؤتلفة بالالات المخلوقة في الأعضاء المركبة على وفق إبصاره لا بأبصارنا وإسماعه لا أسماعنا كما ورد الدعاء: "اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا ما أحييتنا"(1) .
والله سبحانه يرى الأشكال والألوان والهيئات المختلفة بإبصاره الذي هو صفته على نعت اقتداره، ويسمع الأصوات والكلمات العفردات ال والمركبات بسمعه الذي هو نعته لا بآلة من الالات ولا بمشاركة غيره من الكائنات، وإن رؤيته للمرثيات وسمعه للمسموعات قديمة بالذات، وإن كان المرثي والمسموع من الحادثات على ما سبق بيانه من سائر الصفات، ال من أن تأخر المتعلق الحادث لا ينافي تقدم المتعلق القديم، ألا ترى أنك ترى في حالة نومك بقوى بطون دماغك في حالة رؤياك اشكالا وألوانا، ال وتسمع أصواتا وأفنانا ولا شكل، ولا لون بحاصل ولا حاضر، وبعد زمان غابر ترى تلك الألوان والأشكال، وتسمع تلك الأصوات والأقوال في حال يقظتك على منوال ما رأيتها وسمعتها في تلك الحالة بلا زيادة ولا قصان في المال، ومع هذا تتعجب من الله الملك المتعال الموصوف بنعوت الكمال أنه كيف يرى الألوان والأشكال قبل وجودها، وكيف يسمع الأصوات والكلمات قبل وقوعها، وهو الذي يريك الأشكال والألوان في (1) (اللهم متعنا بأسماعنا. ..)، أوله (اللهم اقسم لنا من خشيتك) . رواه الترمذي والحاكم من حيث علي، وهو صحيح. انظر فيض القدير 121/3.
Página 110