============================================================
ليس كمثله شن؟ وهو السميع البصير......
معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالقية ولا مخلوق؛ وكما آنه محيي الموتى ليس بعد ما أحيى استحق هذا الاسم، بل قبل إحيائهم، وكذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم، ذلك بأنه على كل شيء قدير، وإليه كل شيء فقير، وكل آمر عليه يسير.
(اليس كمثله شيء)، أي كذاته وصفاته (وهو السميع البصير) فقوله: ليس كمثله شن [الشورى: 11] رد على المشبهة، وقوله: { ولهو السميع البصير) رد على المعطلة. وقد قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري: من شبه الله بخلقه، أي ذاتا وصفة فقد كفر، ومن جحد ما ل وصف الله به نفسه، آي من صفاته الذاتية والقعلية، ققد كفر. وقال الطحاوي: ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه. ثم من جملة ما قالوا في قوله: ({ ليس كمئله شيء} إنه إما أريد به المبالغة، أي ليس لمثله مثل لو فرض المثل كيف ولا مثل له وقد علمت بالأدلة الشرعية والعقلية استحالة قيام الحوادث بذات الله الأزلية الأبدية، فكلامه قديم وكذا صفة خلقه، وأما متعلقاتهما فحادثة في وقت تعلق الارادة بوقوعها.
ل وفي نسخة: (وقد كان الله متكلما)، متأخر عن قوله: (وقد كان الله تعالى خالقا).
ال وعلى كل تقدير فالجملة المتعلقة بالخلق اعتراضية للإشعار بأن خلق موسى حادث في آثناء خلق الأنام، فكيف مقامه في مرام الكلام؟
Página 105