============================================================
الفؤاد، قاله الواحدي، والذي في " الصحاح " أنهما مترادفان، قال البدر الزركشي: والأحسن قول غيره : الفؤاد غشاء القلب، والقلب حبته وسويداؤه، ويؤيد الفرق قوله صلى الله عليه وسلم : " ألين قلوبا وأرق أفئدة"(1) وفرق الزمخشري : بأن الفؤاد وسط القلب، سمي به لتفوده(2)؛ أي: توقده، والقلب مشتق من التقلب الذي هو المصدر؛ لفرط تقلبه كما في الحديث، ومثل هذا القلب كمثل ريشة ملقاة بفلاة يقلبها الريح بطنا لظهر.
(وأخرج منه) آي : القلب (مضغة) أي: قطعة لحم قدر ما يمضغ (عند غسله) ظرف لل أخرج)، (سوداء) صفة ل(مضغة) وإنما خلقت هلذه المضغة فيه ثم أخرجت؛ لأنها من جملة الأجزاء الإنسانية، فعدمها نقص في البدن، وأيضا فإخراجها بعد خلقها على هذه الصورة البديعة. أدل على مزيد الرفعة وعظيم الاعتناء والرعاية من خلقه بدونها، وياتي في رواية صحيحة: أنه أخرج منه علقتان سوداوان، ولا ينافي ما ذكره الناظم أنها واحدة ؛ لأن المراد بها : الجنس، على أن الشق تكرر كما يأتي، فلا بدع أنه صلى الله عليه وسلم أخرج منه واحدة ثم ثنتان ؛ لأن المراد: الميالغة في تطهيره وتكريمه، وذلك يستدعي استقصاء تنظيف جوفه ختمته يمنى الأمين وقذ أو وع ما لم تذغ له أنباه (ختمته) أي: ذلك الشق المفهوم من (شق) وهي استئنافية، أو معطوفة على (شق) بحذف حرف العطف؛ آي: ثم بعد شقه لأمته وأعادته إلى ما كان عليه (يمنى) جبريل عليه الصلاة والسلام (الأمين) على كتب الله ووحيه (و) الحال أن ذلك القلب الكريم (قد أودع) حالة الشق من الإيمان والحكمة والعلوم والأسرار الإللهية (ما) أي : الذي أو شيئا (لم تذع) - بضم التاء وكسر الذال المعجمة - أي: تنشر (له) اللام زائدة؛ أي: ما لم تنشره وتحيط به (أنباء) أي: أخبار؛ لأنه لا يعلمه إلا مولاه والمتفضل به عليه، قال العلماء : جعل الله القلب في الإنسان هو الذي يعقل (1) أخرجه البخاري (4388)، ومسلم (52)، وأحمد (252/2) (2) الفائق في غريب الحديث (83/1) 45
Página 79