============================================================
الميم باء، والباء ميمأ، قال : فكرهت أن أجيبه على لغة قومي؛ لئلا أواجهه بالمكر، فقلت : بكر يا أمير المؤمنين؛ ففطن لما قصدت وأعجب به؛ أي: وفيه أيضا سب لنفسه، ثم قال لي : اجلس فاطبئن، يريد : فاطمئن (1).
وقال ابن جني في " سر الصناعة " : ( أخبرنا أبو علي بإسناده إلى الأصمعي قال : كان أبو سوار الغنوي يقول: با اسبك؟ يريد: ما اسمك؟ فهلذه الباء بدل من الميم) اه(2) والمعنى : لأنه أهلكهم كما يهلك السم ، بل هو أبلغ من السم ، لأن إهلاك السم في الدنيا ، وله أدوية تزيله، وإهلاك السب في الدنيا والأخرة، ولا دواء له: كان من فيه قتله بيديه فهو في شوء فغله الزباء (كان من) أجل ما صدر من (فيه) أي : فم البذي ، حال من الضمير المستتر في الخبر، وهو (بيديه)، (قتله) لنفسه (بيديه) وقتل الإنسان لنفسه أشد من قتل غيره له (ف) بسبب ذلك (هو) أي : البذي القاتل لنفسه المذكور (في) الاتصاف بما وقع منه (سوء فعله) بنفسه المرأة المشهورة بالملك القاهر في العرب التي هي (الزباء) - بفتح الزاي وتشديد الموحدة - أي: شبهها، فإنها تناولت خاتما مسموما، فمصته ح قتلت نفسها، وقالت: بيدي لا بيدك يا عمرو، فكان قتلها لنفسها بسبب ما تناولته بفمها من يدها لما ظفر بها عمرو ابن أخت جذيمة الأبرش؛ لما كان بينهما، خوفأ من تعذيبه إياها.
وحاصل القصة - وهي طويلة ذكرها الاخباريون وابن هشام وابن الجوزي وغيرهم : أن جذيمة بن عامر التنوخي ، وقيل : الأزدي، وهو أول من ساس العرب، وأول من اتخذت له الشموع وأوقدت بين يديه، وأول من اجتمع له الملك بأرض العراق من (1) انظر القصة بتمامها في " وفيات الأعيان " لابن خلكان (284/1)، و1 سير أعلام النبلاء" للحافظ الذهبي (311/10)، و" شذرات الذهب " لابن العماد (3/ 217) (2) سر صناعة الإعراب (119/1).
Página 387