379

La Minah Makkiyya

Géneros

============================================================

وبما تقرر علم أن الأحزاب : حالفوهم وخالفوهم ولم أذ ولماذا تخالف الخلفاء (حالفوهم) أي: اليهود؛ أي: عاهدوهم مع الأيمان المغلظة على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم (وخالفوهم) في ذلك، فرحلوا عنهم وأسلموهم للنبي صلى الله عليه وسلم حتى قتلهم عن آخرهم (ولم أدر لماذا تخالف الحلفاء) وأراد بنفي الدراية على طريقة : تجاهل العارف إغراء للسامع على البحث عن سبب ذلك وإن كان ظاهرا، وهو أن الله تعالى أراد خذلانهم بتفريق كلمتهم، واستيصال شافتهم تبيه: تجاهل العارف سماه السكاكي سوق المعلوم مساق غيره، وهو سؤال المتكلم عما يعلمه على سبيل التعجب، أو الإنكار، أو التوبيخ كما هنا، أو التقرير، نحو: { وما تلك بيمينك يكمومى أشلموهم لأول الحشر لا مي مائهم صادق ولا الإيلاء (أسلموهم) أي : المنافقون - عبد الله بن أبي وأصحابه - اليهود المسمين ببني النضير ( لأول الحشر) المقتبس من قوله تعالى : { هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتلب من ديرهم لأول الحشر ما ظننشه أن يخرجوا وظنوا أنهر ما نعتهم حصويهم ون الله فاننهم الله من حيث لتريختسبوأ وقذف فى قلوبهم الرقب يخريون بيوتهم بأيديهم وأيدى الشؤمنين} أي: في أول حشرهم وإجلائهم من جزيرة العرب إلى الشام، أو من محلهم إلى محل آخر، وإنما كان أولا ؛ لأنهم لم يصبهم قبل نظير ذلك، أو في أول حشرهم إلى القتال؛ لما يأتي في قصتهم : أنهم عزموا على القتال ففشلوا ، وألقى الله الرعب في قلوبهم، وآخر حشرهم إجلاء عمر رضي الله عنه لمن بخيبر من هلؤلاء ومن أهلها إلى الشام، أو في أول حشر الناس إلى الشام؛ لأنها فتحت بعد ذلك بقليل، وقصدها

Página 379