============================================================
خلق يوم الجمعة، إنما يصح بتقدير آن يوم الجمعة داخل في السبت التي خلق فيها العالم، ولم يصح ذلك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم فسر خلق الأشياء، وجعل خلق آدم في اليوم السابع، وهو يوم الجمعة، ولم يثبت أنه خلق آخر الأيام، وإنما أخبر تعالى أنه خلق العالم في ستة أيام، فآخرها يوم الخميس، وخلق آدم بعد الفراغ من خلقها، إشارة لكونها خلقت لمصالحه ولبنيه، وسياق خبر مسلم المذكور ظاهر في ذلك، ويؤيده أيضا الخبر الصحيح: أن الله تعالى هدانا ليوم الجمعة، وأضل عنه اليهود والنصاري(1) ؛ أي : لأن اليهود لما اعتقدوا أن أول الأسبوع الأحد.. كان الجمعة سادسأ، فأخذوا السابع وهو السبت، والنصارى لما اعتقدوا أن أوله الإثنين. أخذوا الأحد، وأما هلذه الأمة.. فاعتقدوا أن أوله السبت، فأخذوا السابع وهو يوم الجمعة قال : (ولا حجة في اشتقاق تحو الأحد من الواحد... وهلكذا؛ لأن هنذه التسمية لم تثبت بأمر من الله ولا من رسوله صلى الله عليه وسلم، فلعل اليهود وضعوها على مذهبهم، فأخذتها العرب عنهم، ولم يرد في القرآن إلا الجمعة والسبت، وليسا من أسماء العدد) اه على أن هلذه التسمية لو ثبتت.. لم يكن فيها دليل؛ لأن العرب تسمي خامس الورد أربعا. وهلكذا، وهلذا هو الذي أخذ منه ابن عباس رضي الله عنهما قوله الذي كاد أن ينفرد به : إن يوم عاشوراء هو يوم تاسع المحرم، وتاسوعاء ثامنه.. وهكذا 601 فو يؤم مبارك قيل للتط ريف فيه من اليهود أغتداء (هو) آي: يوم السبت (يوم مبارك) لأن الله تعالى ابتدأ فيه خلق هذذا العالم كما مر، خلافا لما زعمته اليهود : أنه ابتدأه يوم الأحد، وفرغ منه يوم الجمعة، واستراح يوم السبت، قالوا: فنحن نستريح فيه كما استراح الرب فيه، وهذا من جملة غباوتهم وسفاهتهم، ومن ثم رد الله تعالى عليهم بقوله تعالى : ومامسنا من لغوب* أي: تعب، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا؛ إذ لا يتصور التعب إلا من حادث مفتقر (1) أخرجه مسلم (856)، والنسائي (87/3)
Página 374