340

La Minah Makkiyya

Géneros

============================================================

(200 صدقوا كتبكم وكذبتم كن بهم إن ذا لبفس البواء (صدقوا) أي: قوم عيسى (كتبكم) وهي التوراة وما بعدها كالزبور (وكذبتم كتبهم) وهي الانجيل، وجمعه للمشاكلة، أو لتنزيله منزلة كتب متعددة، وفي هذا التفات، لأن قوم عيسى خوطبوا أولا، وأعيد عليهم ضمير الغيبة، وقوم موسى بالعكس وبين (موسى) و(عيسى) الجناس اللاحق، ك(قابيل) و(هابيل) الاتيين و(التصديق) و(التكذيب) الطباق.

(إن ذا) الذي فعلتموه معشر اليهود (لبئس البواء) آي: الصنيع الذي رجعتم به القهقرى ، وهلذا مقتبس من قوله تعالى : { وبآمو بغضب من الله} 1201 لؤ جحدنا جحودكم لاشتوينا أو للحق بألضلال اشتواء (لو جحدنا) من الجحد، وهو الإنكار عن علم (جحودكم) أي : مثله، بأن أنكرنا كتابكم كما أنكرتم كتابنا وكتاب عيسى (لاستوينا) نحن وأنتم (1) يكون ذلك منا؟! لا يتصور ذلك، كيف (و) ليس (للحق) وهو ما نحن عليه من التصديق بجميع كتب الله ورسله (بالضلال) وهو ما هم عليه من التصديق بالبعض والكفر بالبعض (استواء ؟!) أي: مساواة، بل بينهما غاية التضاد، فالحاصل: أننا لم نجحد شيئا من كتب الله تعالى، وإنما وقع الجحد من اليهود لكتاب النصارى، ومن النصارى لكتاب اليهود، خلاف ما يوهمه النظم، قال تعالى: وقالت اليهود ليست النصكرى عل شتو وقالت النصلرى ليست اليهود على شنىو وهم يتلون الكتتب} أي : المكذب لهم في ذلك، وكأن الشارح أخذ من هلذا قوله : (إنما وقع التجاحد بين أهل الكتاب؛ إذ التعبير بالتفاعل مصرح بما ذكر مما يخالف النظم ويوافق ظاهر الآية) اه وقد يقال : لا يلزم من ادعاء كل فرقة في الأخرى ما ذكر في إنكار كتابهم؛ إذ 411

Página 340