111

La Minah Makkiyya

Géneros

============================================================

ولا يتأتى نظير ما تكلفه هنا بوجه، وإلا.. لبادرت إليه، ومما يصرح بذلك أيضا أن النحاة لم يذكروا 1 (أو) إلا قسمين: عاطفة وناصبة، وهي الغائية، فالعاطفة: أمرها واضح ولا كلام فيها، والناصبة: تختص بالمضارع، فمن أثبت لها قسما ثالثا وهو دخولها على الماضي ولا تكون للعطف.. فعليه البيان، ولا يجد ذلك، كما دل عليه كثرة البحث والتتبع. فتأمل ذلك كله فإنه نفيس مهم غفل عنه الناظم وغيره فاستبانت خديجه أيه الك ز الذي حاولته والكيمياء (فاستبانت خديجة) قيل: صرفها للضرورة، ويرد بأنه إنما صرفها - وإن كان الوزن صحيحا مع عدم الصرف - ليسلم من قبح زحاف الشكل، وهو : اجتماع الكف والخبن؛ لأن (مستفعان) تحذف سينه فيسمى خبنا كما مر، وهو على انفراده غير قبيح، ويدخل مع ذلك الكف، وهو: حذف حركة السابع وهو النون ليصير (متفعل) وهذا هو الشكل القبيح الذي هو اجتماع هلذين، وإن كان الأول وحده حسنا، والثاني وحده صالحا، وهو من العجائب؛ إذ اجتماع الحسن والصالح يصير قبيحا عندهم أي : ظهر لها أتم الظهور؛ لأنها علمت من ابن عمها ورقة الاتي، أو من غيره : أن جبريل لا يأتي محلا فيه امرأة مكشوفة الرأس ( أته) أي : ما يعرض للنبي صلى الله عليه وسلم الذي طلبت الوقوف على عين اليقين فيه (الكنز) أي : الشيء الفيس، بل الذي لا أنفس منه (الذي حاولته) أي : أرادت حيازته والظفر به (و) أنه (الكيمياء) أي : العلم البديع الذي يقلب الأعيان الرديثة إلى الأعيان النفيسة واستعار (الكنز) وهو : المال المدفون، و(الكيمياء) وهو: العلم المعروف للوحي؛ لأنه بهما تحصل الذخائر النفيسة المنتفع بها حالا ومآلا، كما أن الوحي كذلك ، وأيضا هما لا يظفر بهما إلا الفذ النادر، كما أن الوحي لا يظفر به إلا أكمل البشر، وهم في غاية الندرة والقلة بالنسبة لبقية الناس وأشار بذكر ما وقع لخديجة إلى سبب ذلك، وهو قصة ابتداء بعثه صلى الله عليه

Página 111