Libro de los Deseos de Hipócrates
كتاب المنى لأبقراط
Géneros
إنه كما تكون الأم صحيحة أو مريضة كذلك يكون الجنين أيضا كما يغتذي النبات من الأرض التي ينبت فيها لأن البذر إذا بذر في الأرض قبل الرطوبة منها وذلك لأن في الأرض أنواع الرطوبة فلذلك يربو جميع ما يبذر ويزرع فيها وإذا امتلأ البزر من الرطوبة انتفخ وغلظ فتضطره الرطوبة حينئذ إلى الخروج لأن القوة التي في البزر خفيفة فينقلب ويخرج ويتحرك بقوة الرطوبة وقوة الهواء ويكون له ورق لأنه ينفصل بعضه من بعض برطوبته ويخرج ورقه إلى خارج أولا بقدر ما يقدر أن يغذو ورقه من الرطوبة التي كانت فيه فيوزع أسفل في الأرض أيضا وذلك ليضطر القوة ويهيجها فتبقى أسفل ويكون من الورق الممدود أصل ثابت نعما.
إنما سبب قوام الجنين آلات أمه وغذاؤه من غذاء أمه أيضا وإنما يغتذي بسرته فأما إذا ولد فليس غذاؤه مثل الذي كان يغتذي في البطن ولكنه يغتذي باللبن ثم يطعم الأطعمة ويشرب الأشربة بفمه فأما إذا كان في الرحم فإنما يغتذي بسرته من غذاء أمه وإذا ولد واغتذا فإنما يغتذي بطبيعته وطبيعته التي توزع غذاءه في جسده فهي تمنحه الغذاء بإذن الله تعالى.
إن لكل غصن عرق في الأرض يغتذي به منها وهذه العروق تمتد في الأرض فإذا امتدت وقويت وثبتت جذبت الغذاء من الأرض فهنالك يتم الزرع والغرس ويكمل ويتم لب البزر كله ويفنى بالنبات ما خلا القشر لأنه صلب وحينئذ يتنتن القشر في الأرض ولا يعرف.
إذا كبر الزرع كبرت عروقه وصارت له عروق واسعة فوق وأسفل وتحمله عروق أيضا واسعة تغذوه وله تجويف أيضا في العروق ليغتذي بي غذاء كثيرا دسما.
ولا يغتذي رطوبة لطيفة كما كان لكنه يغذب رطوبة غليظة دسمة ويسخن بحرارة الشمس من فوق وتكون ثماره مثل بزره ويخرج من حبة واحدة حبوب كثيرة.
Página 70