والعقيدة وكرامة الإنسان ومبادئ الإسلام مطمئنين بالمصير الذي أعد لهم والنصر المبين.
عشرون شابا من نسل ابي طالب وأحفاد محمد بن عبدالله رفضوا الذل والهوان ومشوا إلى الموت بأنوف شامخة ورؤوس مرفوعة عالية لحماية الإسلام من الوثنية والجاهلية الرعناء التي حمل لوائها يزيد بن ميسون بعد أبيه معاوية وجده ابي سفيان عدو الإسلام الأكبر الذي ارغمه الإسلام على الإستسلام عام الفتح ووقف بين يدي محمد بن عبدالله ذليلا يستجديه العفو والصفح. مشوا إلى الموت يرددون مقالة جدهم ابي طالب وهو يخاطب ابا سفيان وحزبه يوم كانوا يطاردون النبي في مكة ويسومونه كل أنواع العسف والجور ويساومون ابا طالب ليتخلى عنه وهو يقول لهم :
كذبتم وبيت الله نخلي محمدا
ولما نطاعن دونه ونناضل
ان ابا طالب حينما أنشد هذين البيتين لم يقصد بهما نفسه ولا جيله من الهاشميين والطالبيين بل كان يقصد بهما كل هاشمي من نسله ويناشد كل جيل من أحفاده ان يضحي بنفسه وبكل ما لديه عندما يرى رسالة محمد معرضة للتحريف والتزوير والاستغلال كان يخاطبهم من وراء الغيب أينما وجدوا ليكونوا حماة لرسالة محمد ونهجه ، وهكذا كان فلقد نفذوا جميع وصاياه وناضلوا وضحوا بأنفسهم من اجلها حتى استشهدوا حول الحسين تاركين للعالم وللتاريخ صورا ناصعة من الوفاء ودروسا غنية بالعطاء والمثل العليا تستلهم منها الاجيال كل معاني الخير والنبل والفضيلة.
Página 58