De la Traducción a la Creación (Volumen 2 El Cambio)
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
Géneros
12
ومن مؤلفات ابن باجه يحال إلى رسالة «الوداع» تأكيدا على وحدة المذهب. ويضرب ابن باجه المثل بقتل المنصور عبد الله بن علي، وإن لم يفعل ذلك بيده، على أن الآلة قد تكون متصلة بالفاعل وقد تكون منفصلة. (و) وفي «المتحرك» من الوافد يذكر سقراط أولا، ثم أفلاطون. ويحال إلى السماع الطبيعي.
13
وسقراط هو نموذج الشهيد في الوعي الإسلامي، خلود الروح وفناء البدن. ويضرب ابن باجه المثل بأفلاطون في الحركة والمتحرك في ذم المحرك القريب أو مدحه بدلا من زيد وعمرو. والمتقدمون عند ابن باجه أفضل من المتأخرين طبقا لتصور أهل السلف. ويحال إلى «السماع الطبيعي» في أن الحركة تكون أكثر من محرك واحد، وإلى الثامنة في أن المحرك الأول الحقيقي هو محرك الحركة السرمدية من خلال حركات الكائنات الفاسدة بالعرض لا بالذات، وإلى كتاب «الحيوان» وكتاب «النفس» في أن المحرك الأول في الحيوان هو النفس. وواضح كثرة الإحالة إلى الطبيعيات، والإحالة إلى الوافد ضمن نظرية عامة في الإيضاح والإثبات عن طريق اللجوء إلى الأدبيات السابقة تأكيدا للقول بإرجاعه إلى الشيء، وإثباتا للشيء بإبداع السابقين.
ومن الموروث يحال إلى أبي مسلم والمنصور، ثم إلى جعفر والرشيد. ومن الألفاظ الموروثة تظهر الشريعة.
14
ويحال إلى أعمال ابن باجه تأكيدا على وحدة المشروع الفكري، إما إلى الشرح مثل الحيوان والنفس، أو إلى التأليف مثل رسالة «الوداع» و«سيرة المتوحد». والموضوع هو الله المحرك الأول تعشيقا للوافد في الموروث طبقا لظاهر التشكل الكاذب. ويظهر الأسلوب العربي الديني في لفظ «اللهم»، كما تظهر بعض الموضوعات الدينية. وينقل ابن باجه مستوى التحليل الطبيعي للحركة إلى المستوى الإنساني الشرعي؛ ومن ثم تصبح الأفعال خاضعة للوم والحمد على ما حرك بالعرض. وفرق في العقاب بين القتل الخطأ والقتل العمد. ويضرب ابن باجه المثل بقتل الرشيد جعفرا، أو قتل المنصور أبا مسلم، على اتصال الحركة وانفصالها وعلاقة اليد بالآلة. (ز) وفي «الوحدة والواحد» من الوافد يذكر أرسطو أولا، ثم أفلاطون، ثم الإسكندر. ومن المؤلفات يحال إلى ما بعد الطبيعة أو الحروف أو الفلسفة الأولى، وكلها أسماء لكتاب واحد، مرة مترجما، ومرة معربا، ومرة معبرا عن مضمونه «الفلسفة الأولى»، وإلى كتاب الحروف للإسكندر. والموضوع أفلوطيني في الظاهر، إسلامي في الباطن، التوحيد. ولا توجد فلسفة إلا وتتناول الواحد والوحدانية تنظيرا للتوحيد. ويضرب ابن باجه المثل بأرسطو والفارابي على الوحدة والواحد؛ مما يكشف عن حضور شعوري للوافد والموروث على حد سواء كتجارب حية في الوعي الفلسفي التاريخي. كما يستحسن تشبيه أفلاطون وأرسطو، وليس أرسطو وحده. كما ذكر أرسطو الكامل مجملا في ما بعد الطبيعة، مرسلا دون تفصيل في المقالة الأولى من «الفلسفة الأولى». ويظهر مصطلح المرسل من علم الحديث. ويفصل ابن باجه الموضوع الذي شبهه أفلاطون بالدوائر اللولبية، وأرسطو بانحناء الخط المستقيم. ويضرب المثل بالإسكندر على الصور الروحانية مثل زيد وعمرو، وبقوم تبع المذكورين في القرآن.
ومن الموروث يحال إلى الفارابي، ويذكر قوم تبع ولسان العرب. والدلالة على المعقولات غير معروفة في لسان العرب، وربما في باقي الألسنة، وهو المعنى الكلي الذي يقال على كثيرين؛ فالمنطق مرتبط باللغة، واللغة العربية إطار مرجعي ومقياس للفكر. هناك خصائص للمنطق العربي نظرا لارتباطه باللسان العربي في مقابل المنطق اليوناني وارتباطه باللسان اليوناني. ويستعمل ابن باجه الأسلوب العربي، مثل زيد وعمرو، للدلالة على الفاعل والمبتدأ والخبر في النحو، أو المحمول والموضوع في المنطق.
15 (ح) وفي «المعرفة النظرية والكمال الإنساني أو في الاتصال بالعقل الفعال» يذكر من الوافد أرسطو والإسكندر.
16
Página desconocida