Del Traslado a la Creación

Hasan Hanafi d. 1443 AH
201

Del Traslado a la Creación

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع

Géneros

ويظهر لسان العرب على استحياء كمقياس للمصطلحات. فالأصل في لسان العرب أن الثقل والخفة ليسا قوة في حين أنهما كذلك عند أرسطو.

26

ومعظم أسماء الأماكن، البلاد والجزر والبحار والأهالي كلها موروثة وليس فيها اسم وافد واحد مما يدل على السياق، سياق الأنا الجغرافي والبشر الذي توضع فيه ثقافة الآخر، العالم الإسلامي شرقا وغربا؟

27

ويعترف ابن رشد وأرسطو بتقدم الأرصاد عند أهل بابل ومصر قبل أرسطو وبطليموس. ويرصد ابن رشد الكواكب ويعرف مطالعها من أرض مصر وأرض قبرص. ويتحدث عن النجم سهيل «الذي لا يظهر في بلادنا هذه التي هي جزيرة الأندلس ولكن يحكى أنه يظهر في جبل سهيل. ويظهر في بلاد البربر خلف البحر الذي بيننا وبينهم المسمى بالزقاق.» وقد عاين ابن رشد نفسه بمراكش عام 548 كوكبا على جبل درن فزعموا أنه سهيل. وقد حكى أرسطو عن قوم يرون صغر الأرض وأن موضع صنم هرقل وهو المعروف عندنا بجزيرة قادس قريب من حدود الهند. فالطرح واحد بدليل وجود الفيلة في الهند والمغرب وفي الجنوب في بلاد السودان. كان أرسطو على وعي بجغرافيا المنطقة كلها خاصة بلاد الشرق بعد فتوحات الإسكندر. كما يزيد ابن رشد من معلوماته عما سمع من أخبار عن وجود الفيل في الصحارى وهو ما لاحظه أيضا أصحاب المجسطي.

28

ويضرب المثل باختلاف الغربي والرومي والبربري كأفراد واتفاقهم بالنوع كإنسان. وتظهر عادة الأسلوب العربي في الإشارة إلى الواحد الشخصي بزيد أو عمرو.

29

ويتم تعشيق أيضا الإلهيات الصريحة بالإضافة إلى الإلهيات الضمنية في المثاليات العقلية؛ فالطبيعة لا تخلق شيئا عبثا. فقد وفقت الطبيعة الإلهية إذ كان قصدها أن تسير هذا الجرم غير مكون ولا فاسد بأن باعدته عن الأضداد. هو جرم كريم. وهذا القول لا يليق إلا بالجرم السماوي. وقد اتفق جميع الأولين الذين أقروا بالله والملائكة على أن هذا الجرم هو موضع الروحانيين والملائكة الذين لا يلحقهم كون ولا فساد. والشيء الروحاني هو في نهاية الفضيلة لا يتغير ولا يبيد لأنه العلة الأولى ولو كانت لها علة أولى لكانت هذه أفضل منها، وقد جعلت جميع الأمم المتقدمة والفرق السالفة السماء موضعا لله عز وجل لاقتناعها دوام وجودها وامتناع الفساد عليها من بين سائر الموجودات. وإذا كان كل شيء موجودا من أجل فعله كان الشيء الإلهي الأزلي واجبا أن يكون الدوام والبقاء هو فعل جوهره وذاته، وهذه هي الحياة الأزلية. ولم يكن ذلك مما يخفى على مرور الأحقاب مع عناية السلف الصالح بتفقد أمثال هذه الأحوال في السماء وقول القدماء إن الآلهة كثيرة ، خارج عند الاقتناع. وقال أفلاطون إن حركة الأسطقسات كانت قبل كون العالم غير منتظمة، ثم صار بها الله إلى نظام.

30

Página desconocida