De la Traducción a la Creación
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
Géneros
وإذا تضمنت رسالة الكندي واحدا وتسعين مصطلحا، فإن ثلثها تقريبا من الوافد؛
20
من أجل استعماله للتعبير عن الموروث طبقا لظاهرة التشكل الكاذب، والثلثان من الموروث من القرآن والسنة، وعلم الكلام كألفاظ وإن لم تتحول بعد كمصطلحات؛ فبين الوافد والموروث هناك ألفاظ مشتركة، في الوافد مصطلحات وفي الموروث ألفاظ، والمسافة بين الاثنين ليست بعيدة؛ فالحكم بأن المصطلح الفلسفي يوناني حكم خاطئ، ينتقل من الحكم على الجزء إلى الحكم على الكل. هناك ألفاظ مشتركة أصلها قرآني مما يدل على أن نشأة المصطلحات واردة في كل لغة ابتداء من اللغة العادية،
21
بل إن حدود باقي المصطلحات العقلية الخالصة، ليس فيها أي خروج على التصور الإسلامي، مثل العلة الأولى المبدعة والفاعلة والمتممة لكل غير المتحركة. ولا حرج من قبول بعض التعريفات العامة، التي تعبر عن مستوى العصر الثقافي، والمعاني العرفية التي لا تعارض تصورا إسلاميا، مثل تعريف النفس بأنها غاية جرم طبيعي ذي آلة فاعل للحياة، أو استكمال أول لجسم طبيعي ذي حياة بالقوة.
22
والبداية بتحديد الألفاظ توجه إسلامي، ظهر في مباحث الألفاظ في علم الأصول. وهناك بعض الألفاظ توحي بأنها وافدة، مع أنها أيضا موروثة، ولكن نظرا لشيوع الوافد وانعزال الموروث، بدت وكأنها وافدة وذلك مثل مصطلح قضية في المنطق الذي ليس ترجمة للفظ اليوناني، بل مشتق من فعل قضى يقضي قاض قضية، ولها دلالة فقهية أكثر منها دلالة منطقية.
23
وعند التعريف هناك حرص على التصور الديني للعالم، مثل تعريف الفلك بأنه ليس أزليا دخولا في معركة قدم العالم وخلقه، وتعريف الإرادة على أساس رأي المتكلمين فيها، كذلك تعريف الوقت اعتمادا على المتكلمين، الزمان الإنساني للفعل في مقابل الزمان الكوني، الدهر، وكذلك التفريقات الدقيقة المنطقية بين الكل والجميع والبعض والجزء، مستمدة من متكلمي المعتزلة المعاصرين للكندي، بل إن بعض المصطلحات مشتركة بين الفلسفة مثل العلم والفلك والشك واليقين.
ويذكر ابن سينا في رسالة «الحدود»، أن الله لا حد له ولا رسم ولا جنس، ولا عقل ولا تركيب له، كما هو الحال في اللاهوت السلبي، وينتهي بالعبارات الإيمانية.
Página desconocida