فصفق كفا على كف وصاح: أحذف السب! مارون، تطلب من عمك أن يحذف من خدمة القداس كلمات إكراما لسواد عيون يهوديك! حط عقلك برأسك ...
ورحت أداوره ولكن من يزحزح جبلا، كان - رحمه الله - تقيا يخاف الله، ولما تضايق هتف: مارون، تريد أن تخسرني ملكوت الله؟! نسيت يا صبي إيش قال يسوع: من يستحي بي قدام الناس أستحي به قدام أبي الذي في السما؟ فالج لا تعالج، وأومأ برأسه وهو يقول: لا لا لا.
قلت: طيب، مغمغها.
فتضاحك وقال: لا تقلل عقلك، أحسن لك أن تبقيه في البيت.
وبعد أخذ ورد خرجت من عنده ظانا أنه يدبرها بحكمته، ولكن الغد خيب ظني فراح العم يفخم ويضخم ويمطط ويترنم، ولما بلغ المحطة رجح رأسه كعادته وهتف ملتفتا صوبنا: وتنكس رأس قيافا واليهود الملاعين إلخ ...
فقلت لصاحبي اليهودي اقبض ... عرضت نفسك للبلا فاستهدف، وخرجنا أخيرا من الكنيسة بعد امتلاء أذني رفيقي سبا وشتما ولعنا باللغتين العربية والسريانية.
كم تمنيت أمس أن يكون المرحوم عمي جناديوس جالسا حدي ليسمع بأذني رأسه صلوات وعظة القيامة وتراتيلها تذاع من محطة يهودية هي محطة إسرائيل.
الله، الله، كم في السياسة من ضحك على اللحى والذقون، ولكن أكثر الناس ينخدعون.
لا أدري، والله، من هم أكثر بلاهة، المسيحيون الذين يذيعون صلوات القيامة من محطة إذاعة يهودية؟ أم اليهود الذين يذيعون ما يطعن معتقدهم في صميم قلبه؟!
حقا إن السياسة نفاق ورياء ودجل.
Página desconocida