ومنذ مدة التقيت بذاك القزم فإذا به قد اخشوشن واستطال، فحوطته باسم الله من الجهات الأربع، وقلت يخزي العين! وأين أنت اليوم؟
فأجاب بابتسامته التقليدية: في الزريبة، أحقق كلمة الغزالي، فأجبته بالمثل العامي: وإن كان هلغزلي غزلتك حرير بدك تلبسي، فأجابني: حسب التلميذ أن يكون مثل معلمه.
ومنذ أسبوعين أو أكثر قرأت أن الدكتور علي مسافر إلى هولندة لجلب رأسين ثلاثة من البقر لتكون نواة لتحسين نسل القرايب.
فيا تلميذي عليا، ما أظن أنك نسيت - كالبعض - كم كنت أرعاك وأراعيك، وكأني بك مسخر من «الموجه الأعظم» لتسدد ما على معلمك من دين لذات القرنين، أفلا تكافيني أيضا بتحقيق أمنية؟
إننا - يا عزيزي - في حاجة إلى تحسين نسل آخر، فبحياتك، مر بالرجعة على قبرص ... فأكثر حميرنا صارت بلدية ...
8 / 12 / 50
دبان
وخلا الذباب بها فليس ببارح ... رحم الله عنترة العبسي. أما بدأنا نسمع ذبان الانتخابات يدندن في الأجواء؟ ألا تراه كيف يتحلق أكاليل غار حول أبواب الزعماء؟ جاء موسمهم، فانظر إليهم متنقلين من باب إلى باب، إن العز في النقل ... إنهم يفتشون عن قصعات يقعون عليها، وقديما قالوا: الذبان يعرف ذقن اللبان ... يخادعون المرشح وهو خادعهم، يسومون الناس كما تسام الغنم والبقر، وكل ذبانة من هذا الذبان الأزرق تزعم أنها تقود عسكرا جرارا.
أما الناخب فغدا أو بعد غد ميلاده، يحبل به خمسة وأربعين شهرا، ثم لا يعيش إلا ثلاثة أشهر، يلفظ الفقيد الغالي أنفاسه الطاهرة في الساعة الرابعة بعد ظهر يوم الاقتراع. ينتهي عمره ساعة يولج أصبعه في ذاك الشق ... شق الصندوقة، وعندها يلفظ الروح، كأنه النحلة تلسع وتموت.
يجاء به راكبا، ويرجع راجلا، إنه الخاسر في الحالين، أما هؤلاء الذبان فمضمون ربحهم، يأكلون حلاوته وأمه تقبره ...
Página desconocida