De Vivo a Muerto: A Mi Hermano
من حي إلى ميت: إلى أخي
Géneros
ومذ اكتحلت عينه بعيني بادرني فورا بالسؤال عنك، وعن مرضك الأخير، فعرفتك إليه تعريفا صحيحا، معربا له كيف عشت في بلاد المهجر شابا كاملا في خلقك وخلقك، وفي صدقك ورجاحة عقلك، وأخبرته عن شجاعتك النادرة التي أبديتها في إبان مرضك، وعن جرأتك الخالصة التي أظهرتها في استقبال الموت.
فعندئذ انتفض من ساعته، وقال: نعم مات ولدي، ولكنه عاش رجلا، ومات رجلا.
ثم التفت إلي والدمع ملء وجنتيه، وخاطبني بصوت أجش: أشكر الله على سلامتك، وسلامة عيلتك يا بني، وأكرر الشكر إليه تعالى؛ لأنه ترك لي عينا أنظر بها.
ثم قبلني، وقبل عقيلتي، وولدي بلهفة زائدة.
يا أخي:
كنت مصيبا حينما أوصيتني بالعود سريعا إلى أحضان الوالد الحنون؛ لأن جمرة الحزن التي وقعت على قلبه الأبوي من جراء وفاتك لم يخمدها غير حضوري.
إن ولدي: رفيق وسلوى، هما كانا بلسم جراحه، ومورد سلوانه وصبره.
يا أخي:
قلت لي إنك ذاهب إلى أحضان أمك. هل التقيتما في عالم الأبدية، وضمتك الوالدة إلى صدرها فرحة في لقائك، كما كانت تضمك في هذه الحياة؟
هل تصافحت روحك وروحها؟
Página desconocida