De Vivo a Muerto: A Mi Hermano
من حي إلى ميت: إلى أخي
Géneros
وقد قام بها فعلا خير قيام - رحمه الله.
في منتصف شهر آب من سنة 1919 غادر أخي لبنان قاصدا المكسيك، مرافقا لابن العم داود سليم الشرتوني.
وصل إلى العاصمة مكسيكو في أواخر شهر أيلول من تلك السنة، وكان عمره وقتئذ تسع عشرة سنة، وأما يوم التقائي به، فكان أبهج يوم عرفته في حياتي، كما أن يوم وفاته كان أشأم أيام عمري.
حياته التجارية
شرع منذ وصوله يشتغل معي في محلنا التجاري، ولم يمض عليه شهر واحد حتى أصبح يجيد التكلم باللغة الأسبانية، ويعرف البضائع الكثيرة المختلفة الأنواع والأشكال بأسمائها وأسعارها، فجعلته شريك النصف معي فورا دون أن أدقق في اختباره؛ لأني لم أر حاجة إلى ذلك، بحيث وجدته من أفضل الرجال سيرة وسريرة، ومن أنقاهم يدا، وأعفهم لسانا، ومن أكثرهم ثباتا في العمل، وأرجحهم في العقل وحسن التدبير.
وفاة الوالدة في الوطن وشدة التياعه عليها
في أوائل آذار من سنة 1923 تلقينا عن الوطن كتابا من الوالد الجليل، ينعي إلينا والدتنا الحنون ، التي اخترمتها المنية في 8 شباط من تلك السنة المشئومة، فوقع خبر وفاتها علينا وقع الصاعقة، خصوصا على أخي، الذي كان يحب أمه حبا يقرب من العبادة، ولا أزال أذكر أنه مرض مرضا شديدا من جراء فقدها، وشدة حزنه عليها، زد على ذلك، بقي كل حياته بعدها يردد هذه العبارة: «لقد ودعت صفو العيش بعدك يا أماه.»
عودتي إلى الوطن، وإظهار مقدرته ونبوغه
في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول سنة 1923 غادرت المكسيك، قاصدا لبنان، إجابة لطلب الوالد الحنون، فودعت أخي بعد أن ألقيت على عاتقه مقاليد الأشغال كلها، فأخذ يدير بنفسه محلنا التجاري، ومعاملنا الواسعة، التي كانت تحوي ما يزيد على مائة وخمسين عاملا بدقة ونظام عجيب، مع كونه في ذلك الحين كان لم يتجاوز بعد الثالثة والعشرين ربيعا.
فشهد له المواطنون والأجانب بطول الباع في الإدارة، وحدة الذكاء، والثبات النادر في تسيير الأشغال التجارية على أحسن ما يرام، حتى أصبح ممدوحا بكل شفة ولسان، ومعدودا من أقدر رجال الأعمال، وأحسنهم تدبيرا بالنسبة إلى صغر سنه واقتداره.
Página desconocida