De la Doctrina a la Revolución (2): La Unidad

Hasan Hanafi d. 1443 AH
101

De la Doctrina a la Revolución (2): La Unidad

من العقيدة إلى الثورة (٢): التوحيد

Géneros

فكما يكون الحلول كليا بحلول ذات الله في الإمام يكون أيضا جزئيا بحلول روح الإله في الشخص إن لم تحل ذاته في ذاته، وذلك إبقاء لبعض الفرق بين المستويين، بين المطلق اللامحدود والنسبي المحدود، وجعل العلاقة على مستوى الروح إن لم تكن على مستوى الطبيعة.

56

وينتقل هذا الروح الإلهي من إمام إلى إمام عن طريق التوارث. فلا يتوارث العلم وحده، بل أيضا الشيء وهو الروح الإلهي. المعرفة والوجود كلاهما متوارثان. تنتقل الروح من النبي إلى آخر، أو من إمام إلى آخر حتى تصل إلى آخر الأئمة. فلا حديث هنا عن ذات الله، بل عن روح الله، وهو الروح القدس الذي يحل في الأنبياء ثم في الأئمة، ويكون الحلول هنا حلولا روحيا خالصا. الذي يهم هو روح الله وروح الإمام، لا شخص الله وشخص الإمام. الروح باقية، وبين الله والأئمة حبل لا ينقطع واستمرار دائم بفعل الروح. إذا توفي الإمام حل الروح في إمام آخر.

57

ويمكن وصف الحلول من أوله إلى آخره، من روح الله إلى آخر الأئمة. تحل روح الله في آدم ثم في الأئمة من بعده حتى الإمام الأخير، قد يكون السابع أو الثاني عشر أو الغائب الذي يظهر في آخر الزمان.

58

وانتساب الأئمة الآلهة إلى آدم أول الخلق يعطيهم أولوية في القدم. فالقدم أكثر تعبيرا عن الإجلال والتعظيم من الحدوث، والسابق أكثر عراقة من اللاحق، والآباء أكثر مدعاة إلى الاحترام من الأبناء على الأقل في النظرة المحافظة. وقد حدث نفس الشيء في تاريخ الأديان عندما ألحق بولص المسيح بآدم وألحق الصوفية محمدا بآدم، وقص كتاب التوراة حياة موسى ابتداء من آدم. وهذا إحساس وجداني أكثر منه حقيقة موضوعية ظهر في كل قيادات الجماعات المضطهدة التي نالت الشهادة، تعظيما وإجلالا.

وقد تكون علاقة الأئمة بالإله علاقة توالد، ويكون الأئمة الآلهة أبناء الله، أبناء آلهة كالأب الإله.

59

فعلاقة الأبوة والبنوة أفضل ما لدى الإنسان من تعبير عن الاتصال والاستمرار والقرب والاتحاد على ما هو معروف في تاريخ الأديان في المسيحية خاصة، وفي الدين المصري القديم والدين اليوناني عامة. فالمسيح وفرعون أبناء الله، وآلهة اليونان صدرت عن زيوس، وهي صورة شعبية تدل على وجوب القرب بين الشخص المبجل المعظم وبين الله، فيصبح ابن الله وحبيبه. وكثيرا ما يعظم الابن الأب وينده أو على أقل تقدير يكون مثله في العظمة، فيصير الابن إلها كالأب كما هو معروف في حالة المسيح وفرعون: فالمسيح إله، وفرعون إله.

Página desconocida