De la Creencia a la Revolución (1): Las Premisas Teóricas
من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية
Géneros
وهكذا يدل بناء العلم النظري، نشأة وتطورا وتكوينا على مسار العلم المواكب لمسار الحضارة، والمؤشر على قيامنا ونهضتنا ثم كبوتنا ونكوصنا، لم يعد هناك فرق بين علم الكلام وعلوم الحكمة وعلوم التصوف، فقد انتهى الكل إلى التسليم والاستسلام، وإلى أن الله هو الغني الوحيد، وأننا نحن الفقراء، وكأننا في حاجة إلى من يدلنا على مصائبنا، ومن يذكرنا بأننا نعيش خارج العالم، وعلى هامش التاريخ؛ وبالتالي تكون مسئولية علماء أصول الدين من جيلنا في إعادة بناء العلم طبقا لمقتضيات العصر وإن تقلب نظرية الاستغناء والافتقار رأسا على عقب آخر ما وصل إليه العلم وأن تعود المقدمات النظرية إلى ابتلاع العلم كله وأن تبتلع العقليات اليقينيات وريثة الإلهيات، السمعيات، حتى يعود إلينا العقل؛ وبالتالي نعود نحن إلى العالم وإلى مسار التاريخ.
سادسا: المصنفات القديمة
من العسير استيعاب كل ما قاله القدماء في علم أصول الدين، خاصة خارج المصنفات الكلامية ذاتها، والتعرض له من أهل السنة والفقهاء والمحدثين بالتحليل والنقد والتحريم؛ فذاك مجال الفكر الفقهي.
1
ولكننا حاولنا الاعتماد على كل ما أمكننا العثور عليه من مؤلفات منشورة في علم الكلام ذاته والتي أعطيناها الأولوية على غيرها من مؤلفات الفقهاء العامة التي يتعرضون فيها للعلم كتعرضهم للفلسفة والتصوف، وهي عينة مميزة تعطي صورة عن تاريخ علم الكلام منذ نشأته حتى العصر الحاضر، وكان مقياس تمثيل العينة هو تكرار المادة المعروضة في معظم المؤلفات، بحيث كان الاطلاع على مؤلفات أخرى لا يعطي مادة جديدة إلا في أقل الحدود التي لا تؤثر على البناء للعلم وطرق تطويره، فكثير من المؤلفات يغلب عليها طابع التكرار والتقليد للسابقين، وكثير منها تجميع وتحصيل المادة السابقة من مؤلفات قديمة، في حين أن التقليد ليس من أصول الإيمان، وقد كان هذا هو طابع عصر الشروح والملخصات حفاظا على العلم وتذكيرا للناس ببنائه.
2
كما أننا لم نلجأ كثيرا إلى المخطوطات لنفس السبب، وهو تكرار المادة القديمة بعضها لبعض، قد يعطينا المخطوط دلالة من هذا النوع على ذلك التحليل أكثر أو أقل دون أن يخل الجهل به من بناء العلم ذاته وصدق التحليل بالإضافة إلى الصعوبات العملية في الحصول عليها أو في تناولها، وإذا فهمنا المنشور أولا بحثنا عن غير المنشور، وفهم الأقرب إلينا خير من ادعاء البحث عن المجهول. ليس المهم هو تكرار المادة وعرضها، بل إعطاء منهج للتحليل، وطريقة لإعادة البناء، وتحديد موقف معاصر.
3
فزيادة المادة تعطي تحليلات أكثر، ولكن بنفس المنهج ولعرض نفس الموقف، ودون أن تغير من المنهج أو من الموقف أو من النتائج شيئا، لو لم نستطع الاطلاع على كل المادة المنشورة في علم الكلام أو لو أننا لم نطلع بما فيه الكفاية على المادة غير المنشورة، فإن ذلك لن يغير شيئا من المنهج المتبع أو من الموقف المحدد، ولما كانت العلوم تتحدد ببنائها، ولا ترتبط بأشخاصها فإنه لا يهم كثيرا نقص المادة لأنها مكررة، وزيادة المادة قد لا تعني زيادة في التحليل كما أن نقص المادة قد لا يعني نقصا مماثلا في التحليل، وليس ذلك مجرد افتراض بل نتيجة لتجارب عديدة في تحليل المادة ثم قراءة مادة جديدة بعد ذلك دون أن تضيف جديدا إلى التحليل أو تنقص منه.
وقد اعتمدنا على المؤلفات الكلامية «الشاملة» التي تتحدث عن علم الكلام وتضع رسالة فيها
Página desconocida