De la doctrina a la revolución: fe y acción - La imamía
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
Géneros
يترتب على التكفير الشرعي العملي نتائج تتعلق بحقوق الأفراد والمساس بها. وإن إنهاء العقائد النظرية بهذه الأحكام الفقهية العملية لتدل على مدى ارتباط علم أصول الدين بعلم أصول الفقه، وكيف أن الهدف النهائي للعقائد هو هدف سياسي بالأصالة، اعتبار الفرد جزءا من الأمة مطيعا لأولي الأمر أو خارجا عليها خارجا على السلطان. الهدف من التكفير إما الضم السياسي للفرد مع النظام السياسي، أو العزل السياسي له وحصاره بين رجال الشرطة وفقهاء السلطان.
وتنقسم حقوق الفرد إلى حقوق يحصل عليها أثناء حياته، مثل الشهادة والإسلام وأكل الذبيحة والتزاوج ... إلخ، وحقوق يحصل عليها بعد مماته، مثل الصلاة عليه ودفنه والإرث منه. ولا يمكن تقسيمها أيضا إلى حقوق فردية وحقوق اجتماعية؛ لأنها كلها حقوق اجتماعية؛ فإمامة الصلاة عمل فردي وقيادة جماعية، والسلام عمل فردي ولكنه يدل على علاقة اجتماعية، والشهادة عمل فردي ولكنه حكم على الآخرين. ولكن يمكن تصنيف حقوق الأفراد إلى اجتماعية واقتصادية وسياسية بالرغم من إمكانية التداخل بينها أو الجمع.
5 (1-1) الحقوق الاجتماعية
تشمل الحقوق الاجتماعية إمامة الصلاة أثناء حياة الفرد، أو الصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين بعد مماته، ورد السلام عليه وأكل ذبيحته والتزاوج معه. فصاحب الرأي الذي سمي الضال أو صاحب الهوى، وهو المعارض للنظام السياسي وممارساته، لا تجوز له إمامة الصلاة؛ لأن إمامة الصلاة هي الإمامة الصغرى التي تقود إلى الإمامة الكبرى، ونظرا للقوة المعنوية والثقة الدينية التي يتمتع بها الإمام. وما دام يقول الحق، ويقوم بخطبة الجمعة، ويلقي الدروس، يستمع إليه الناس، ويكون مؤثرا في طاعتهم أو ثورتهم على الحكم. كما أن الصلاة عليه بعد موته اعتراف من الجماعة بإمامته وقيادته للثورة كما هو الحال مع القادة العظام. أما الدفن في مقابر المسلمين فهو أيضا اعتراف بالوحدة في الحياة والموت بين الإمام وجمهور المصلين، وبأنهم معه في الحركة والثبات، فوق الأرض وتحت الأرض، روحا وبدنا، ثورة وثرى.
6
وكيف للناس الدخول في قلوب الناس، والتفتيش في ضمائرهم، والتعرف على عقائدهم، ثم الحكم عليهم بالنجاة أو الضلال، بالإيمان أو الكفر؟ وما أدراني أن يكون المؤمن منافقا؟ أما رد السلام فإنه يشير إلى الترابط الاجتماعي بين الناس طبقا للنصيحة: «ألق السلام على من تعرف وعلى من لا تعرف.» فإلقاء السلام بداية التعارف، والإعلان عن رابطة مبدئية بين الناس، ورد السلام هو استجابة لهذا النداء الأول. وبعد السلام يأتي الكلام.
7
أما الشهادة فهي عنوان الثقة، ودليل على قول الحق؛ فالساكت عن الحق شيطان أخرس. الشهادة هي الإعلان؛ لذلك كان أول فعل للشعور إعلان الشهادة حتى ولو سقط دونها شهيدا. ولا تقع الشهادة فقط على الصغائر، بل على الكبائر، لا تقع على الجرائم الفردية للمحكومين، بل على الجرائم الجماعية للحكام. ولما كانت شهادة المعارضة على جبروت السلطة مؤثرة في الناس، وجب استبعادها وإسقاطها من فقهاء السلطان.
8
أما أكل الذبيحة فإنه دليل على وجود ترابط اجتماعي أقوى من مجرد إلقاء السلام والرد عليه، بل التزاور والتعارف والتصادق والتحالف والعشرة «العيش والملح». وإن تحريم الفرقة الناجية أكل ذبائح الفرق الضالة لهو حصار اجتماعي، وقطيعة بين الأهل والجيران والمعارف والأصدقاء. وكيف تحرم ذبائح المسلمين وقد ذكر اسم الله عليها؟ ألم تحلل ذبائح أهل الكتاب؟ هل أهل الكتاب الذين لا يشاركون المسلمين في العقائد أقرب إليهم من أهل الأهواء الذين يشاركون المسلمين في العقائد ولكن يختلفون فقط في تأويلها؟ وكلما حرم فقهاء السلطان ذبائح الفرق الضالة ردت عليهم هذه بالمثل، وزادت القطيعة، واحتنقت القلوب، وزاد الغيظ في النفوس، ولم يعف أحد عن أحد، وانهارت العروة الوثقى التي لا انفصام لها.
Página desconocida