![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_221.png)
فليس بين الأحياز اختلاف بالطبع ، ولا بين الأكوان ، بل هي متشابهة ، فهؤلاء لمآ يسموا الأكوان متضادة ، للكن المختلفات ؛ كالحرارة والبرودة .
وفريق رابع شرطوا زيادة ؛ وهو أن يكون بينهما غاية الخلافي الممكن في ذلك النوع من التضاد ؛ بحيث لا يكون وراءه خلافك ، وهؤلاء هم الفلاسفة ، وهذا اصطلاحهم، فزعموا أن البياض لا يضاد العودي (112 ، بل السواد ، والحار لا يضاد الفاتر ، بل البارد .
فهذا هو الشرح .
ونرى جماعة من العميان يتنافرون في هلذه الحدود ، ظانين أن فيها نزاعا ، ولا يدركون أن النظر نظران :
أحدهما : في الحقائق المجردة دون الألفاظ : وهو الا نقساماثت المعاني والمباني التى ذكرناها أولا ، وليس فى العقلاء من ينكر شيئا منها .
والثانى : فى إطلاق الألفاظ والاصطلاحات : وذالك يتعلق بالتشهى؛ فإن الألفاظ طافحة مباحة ، لم يثبت من جهة الشرع وقفها على معنى معين حتى يمنع من استعمالها على وجه آخر .
العمري ؛ لؤ قيل : إن واضع اللغة وضعه لشيء في الأصل ، فهو وقفك عليه بالحقيقة ، ولغيره استعارة . . فهلذا لا أمنع منه ، وللكن
Página 219