106

Pista de las verdades y el secreto de las criaturas

مضمار الحقائق و سر الخلائق

Investigador

الدكتور حسن حبشي

Editorial

عالم الكتب

Ubicación del editor

القاهرة

Géneros

Historia
فَتَلقاهُمْ السُّلْطَان بالرحب وَالْإِكْرَام وأنزلهم قَرِيبا مِنْهُ وشاع فِي الْعَسْكَر وُصُول شيخ الشُّيُوخ فِي الصُّلْح وإطفاء نَار الْحَرْب وَوصل أَيْضا حسن الجاندار رَسُول مظفر الدّين قزل أرسلان صَاحب أذربيجان فِي الشَّفَاعَة أَيْضا وَقَالَ جمَاعَة من الْأُمَرَاء والأجناد هَؤُلَاءِ غَدا يصطلحون وَنحن نحظى بالشقاء والحرمان لكَوْنهم لم يطلعوا على حقائق الْأُمُور وَالسُّلْطَان يُصَرح بإباء الْمُصَالحَة وَترك قبُول الشَّفَاعَة واستفراغ المجهود فِي شغل الْحصْر وَالنَّاس يَقُولُونَ هَذَا لَا يستتم وَلَا يَدُوم وَفِي كل يَوْم يناوب الْقِتَال ووالدي الْملك المظفر يحمل من جَانِبه وينازل الْقَوْم وَكَذَلِكَ تَاج الْمُلُوك بوري أَخُو السُّلْطَان وَشَيخ الشُّيُوخ ينْهَى النَّاس وينكر عَلَيْهِم ذَلِك ويصدهم عَن الْقِتَال وأتى إِلَى السُّلْطَان وَقَالَ إِنَّمَا أتيت إِلَيْك مستشفعا فِي أَمر هَؤُلَاءِ الْقَوْم فاعدلوا عَمَّا أَنْتُم عَلَيْهِ حَتَّى أرسل إِلَى الْقَوْم وَأنْظر مَا هم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان سمعا وَطَاعَة فَأرْسل شيخ الشُّيُوخ إِلَى الْقَوْم صَاحبه فشرعوا يندبون كل يَوْم رسلهم بالمراسلات الخادعة فَخرج أول يَوْم جمال الدّين محَاسِن ومجد الدّين الشريف أَخُو نقيب الطالبيين فَحَضَرُوا عِنْد شيخ الشُّيُوخ فِي خيمته وأنفذ شيخ الشُّيُوخ إِلَى السُّلْطَان من عرفه وصولهم واستدعى مِنْهُ إِنْفَاذ بعض ثقاته لاستماع كَلَامهمَا فَتقدم السُّلْطَان إِلَى الْأَجَل الْفَاضِل وَإِلَى الْفَقِيه عِيسَى أَن يحضرا وَأَن ينهيا إِلَيْهِ مَا يسمعانه مِنْهُمَا فمضيا وحضرا عِنْد شيخ الشُّيُوخ فأذهبا ذَلِك الْيَوْم بالْكلَام الَّذِي لَا محصول لَهُ وَلَا فَائِدَة فِيهِ ثمَّ قَالَا خلنا وَنخرج غَدا بِالْأَمر الْمعِين فَلَمَّا كَانَ من الْغَد خَرجُوا وطلبوا مطَالب كَثِيرَة وَأَشْيَاء مُتعَدِّدَة واقترحوا إِعَادَة الْبِلَاد الْمَأْخُوذَة وَطَالَ الحَدِيث مِنْهُم بِمَا لَا فَائِدَة فِيهِ وَكَانَ غرضهم تمحيض الْأَوْقَات فَمَكَثُوا على ذَلِك قَرِيبا من شهر لَا ينتهون

1 / 108