محب الدين الخطيب

Mamdouh Fakhry d. Unknown
11

محب الدين الخطيب

محب الدين الخطيب

Editorial

الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة

Número de edición

العدد الثالث-السنة الثانية

Año de publicación

محرم ١٣٩٠هـ

Géneros

زار شوقي وَفد فِي منزله لتجديد الحَدِيث مَعَه فَبَقيَ عِنْد موقفه من الصمت والابتسام ثمَّ ظهر بعد ذَلِك كتيبه عَن دوَل الْإِسْلَام وَعُظَمَاء التَّارِيخ، وَلَعَلَّه كَانَ من أثر ذَلِك الاقتراح.. وَلَكِن الْمَطْلُوب (كَمَا يَقُول ﵀ كَانَ أعظم من ذَلِك وقديما قيل: (اذا عظم الْمَطْلُوب قلّ المساعد)، ثمَّ اتَّصل الْأُسْتَاذ المرحوم بالشاعر الْكَبِير أَحْمد محرم وقويت بَينهمَا الصِّلَة والمحبة فاقترح عَلَيْهِ مَا اقترح على شوقي من تسجيل أمجاد الْإِسْلَام فِي ديوَان من الشّعْر الرائع وَقَالَ لَهُ: "لَعَلَّ الله قد ادّخر لَك هَذِه المهمة واختارك لَهَا لِأَنَّك أقرب شعرائنا إِلَى إخلاص القَوْل وَالْعَمَل وَأَكْثَرهم توخيا لمرضاته"، فَاسْتَجَاب أَحْمد محرم ﵀ لهَذِهِ الدعْوَة، وَكَانَ من ذَلِك ديوَان مجد الْإِسْلَام أَو الإلياذة الإسلامية الَّتِي نظمها أَحْمد محرم ﵀ وَهُوَ ديوَان كَبِير يَقع فِي ٤٥٠ صفحة نظم فِيهِ الشَّاعِر أهم أَحْدَاث السِّيرَة النَّبَوِيَّة والغزوات والوفود، وَيَقُول محب الدّين ﵀ فِي وصف هَذَا الدِّيوَان فِي مقدمتة: "إِن أمجاد الْعرُوبَة وَالْإِسْلَام أعظم من أَن يُحِيط بهَا شَاعِر ولاسيما وأكثرنا لايزالون متأثرين بِمَا شوهت الشعوبية من تاريخنا وَمَعَ ذَلِك كَانَ دُيُون مجد الْإِسْلَام أعظم مَا ظهر للنَّاس حَتَّى الْآن مجموعا فِي كتاب وَاحِد من ومضات هَذِه الأمجاد وستتمتع بِهِ نفوس محبي الْأَدَب الرفيع وَالنّظم البليغ أزمانا". وَأَقُول إِن مِمَّا يؤسف لَهُ أَن ديوَان مجد الْإِسْلَام بَقِي طوال ثَلَاثِينَ عَاما مخطوطا ومحبوسا فِي الأدراج، والشاعر الْكَبِير لَا يجد من ينشره بِتَمَامِهِ رغم المحاولات الْكَثِيرَة مَعَ المسؤولين الا مَا كَانَ من نشر محب الدّين نَفسه لفقرات مِنْهُ فِي صَحِيفَته الْفَتْح وَفِي مجلة الْأَزْهَر، إِلَى أَن مَاتَ أَحْمد محرم ﵀ قبل نشره وكادت تضيع أَجزَاء مِنْهُ إِلَى أَن قَامَت مكتبة دَار الْعرُوبَة بنشره قبل حوالي ثَمَان سنوات تَقْرِيبًا. إِن ديوَان مجد الْإِسْلَام من أعظم الْأَعْمَال الأدبية والشعرية فِي تاريخنا وَهُوَ عمل أدبي رفيع وَشعر رائع بليغ، وَمَعَ ذَلِك فَإِنِّي أكاد أَجْزم بِأَن ثَلَاثَة أَربَاع المثقفين فِي الْبِلَاد الْعَرَبيَّة لَا يعْرفُونَ شَيْئا عَن ديوَان مجد الْإِسْلَام وَلَا عَن الشَّاعِر الْكَبِير أَحْمد محرم الَّذِي نظمه وَكَذَلِكَ لَا يعْرفُونَ شَيْئا عَن الدِّيوَان المستقل الَّذِي نظمه أَحْمد محرم لسَائِر شعره. لقد حرصت الْجِهَات المعادية لِلْإِسْلَامِ فِي الأوساط الأدبية والثقافية على إهمال الشُّعَرَاء والأدباء الإسلاميين وَحَارب الأقلام المؤمنة وأعطت مَكَان الصدارة فِيهَا للأدعياء من المارقين والملاحدة وَذَلِكَ حرصا مِنْهَا على تضليل الأجيال الْمسلمَة وتسميم أفكار النشء وتشويهها. إيمَانه بامتزاج الْعرُوبَة وَالْإِسْلَام: يَقُول الْأُسْتَاذ أنور الحندي فِي كِتَابه (أدباء ومفكرون): "وَلست أعرف كَاتبا كَانَ أوضح رَأيا فِي ربط

1 / 151