الدين. وحديث جبريل ﵇ الذي رواه عمر بن الخطاب ﵁ والذي فيه تفصيل لجميع أمور الإسلام (^١) كافٍ لأن يكون فيه تعريف للداعية بما يدعو إليه من أمور العبادات والمعاملات في الدين؛ لأن فيه أبلغ شرح لأمور الإسلام.
ومما يساعد الصحابة على أن يكونوا دعاة مناسبين حرصُهم على الحصول على العلم الشرعي وذلك بانتظارهم للرسول في المسجد حتى إن بعضهم ممن لا يستطيع الحضور إلى المسجد كان يأخذ ما فاته من بقية الصحابة. وكان المسجد معهدًا لإعداد الدعاة في ذلك الوقت. إضافة إلى ذلك نجد أن الرسول ﷺ يحرص على أن يعلم كل من يرسله في مهمة أمور الدين، فها هو يوصي معاذ بن جبل ﵁ عندما بعثه إلى اليمن ويعلمه أمور الدين، وكذلك يعلم ضمام بن ثعلبة أمور الدين ليبلغ قومه، ويأمر الصحابة أن يفقهوا عمير بن وهب الجمحي في أمور الدين عندما أتى ليقتل الرسول ﷺ؛ ليدعو أهل مكة.
وكل ذلك كان إعدادًا للدعاة من أصحاب رسول الله ﷺ وذلك بأخذ الدين من رسول الله مباشرة أو بالنقل من بعضهم لبعض.
٣ - إعداد الداعي بمعرفته بنبيه ﷺ -:
إن معرفة النبي ﷺ واجبة على كل مسلم يؤمن بالله وإن اختلفت هذه المعرفة ونسبتها عند كل مسلم، إلا أنها في الداعية يجب أن تكون معرفة وافية يستخدمها في كثير من أمور الدعوة التي يختص بها، فلا يمكن أن يكون الداعية