110

Methodology of the Companions in Inviting Polytheists Who Are Not People of the Book

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Editorial

دار الرسالة العالمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Ubicación del editor

بيروت

Géneros

فوجود الإخلاص فيها ضروري، ويجب أن يتحلى به صاحب الدعوة إلى الله، وذلك للفوز بالجنة، ولا يمكن ذلك إلا إذا وافق العمل بالدعوة إخلاص النية لوجه الله وحده، قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ (^١)، وقال الإمام ابن القيم ﵀: "الإخلاص هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة، وهو تصفية الفعل من ملاحظة المخلوقين" (^٢). وإذا غاب الإخلاص حل محله الهوى، فأصبح الداعية عبدًا لهواه مسيرًا به حتى وإن كان يعتقد أنه يدعو إلى الحق، فيصبح داعية ضلال لا داعية هدى، قال تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ﴾ (^٣). ومن هذا كانت دعوة الصحابة ﵃ خالصة لوجه الله تعالى، ولا يريدون منها إلا رضاه سبحانه دون غيره، فها هو عروة بن مسعود ﵁ يستأذن رسول الله ﷺ أن يرجع إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام إلا أن الرسول ﷺ يخبره أنهم قاتلوه فيصر ﵁ أن يبلغ قومه الدعوة فيأذن له رسول الله ﷺ فيدعوهم ويرميه أحدهم بسهم فيصيبه في أكحله، فيتجهز قومه لقتال من قتلوه فيقول ﵁: "لا تقتتلوا فيَّ فإني قد تصدقت بدمي على صاحبه ليصلح بذلك بينكم، فهي كرامة أكرمني الله بها وشهادة ساقها الله إليَّ" (^٤).

(^١) سورة البينة، الآية: ٥. (^٢) مدارج السالكين، ابن القيم، ٢/ ٩٥. (^٣) سورة الجاثية، الآية: ٢٣. (^٤) المغازي، الواقدي، ص ٦٣٨.

1 / 117