67

ذكريات

ذكريات - علي الطنطاوي

Editorial

دار المنارة للنشر والتوزيع

Número de edición

الخامسة

Año de publicación

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Ubicación del editor

جدة - المملكة العربية السعودية

Géneros

ونحن نستطيع الآن أن ندرك حقيقة الذي كان ونَزِنه بميزان الربح والخسران. * * * وقبل أن أودّع المدرسة التجارية أذكر أنها خرّجت طبقة من المثقفين كانت سبّاقة وكانت رائدة، أتمنى لو كانت أسماؤهم عندي، لكني أسمّي من يخطر على بالي؛ فمنهم خالد بك العظم السياسي المعروف رئيس وزراء سوريا، وقد درس فيها حينًا وإن لم يتخرج فيها. ومنهم صبحي بك القوّتلي الرئيس الثاني لمحكمة النقض، وفؤاد بك المحاسني النائب العام. وممن تخرج فيها وحمل شهادتها طاهر الطنطاوي، وقد دخل بعدها مدرسة الطب وخرج منها طبيبًا سنة ١٩٢٠، ورفاقه الدكتور محمد سالم، والدكتور سهيل الخياط، وهو لا يزال حيًا مدّ الله في عمره ورحم الباقين. وقد كان يدرّس فيها أكابرُ المشايخ الدروسَ الدينية، وقادةُ الجيش العثماني العلومَ الرياضية والطبيعية. وحسبكم أن من مدرّسيها مدير معارف سوريا هاشم بك يوم كانت ولاية سوريا تشمل البقاع وبعلبكّ وطرابلس والأردن إلى معان. ومن مآثر المدرسة عنايتها المبكّرة بالألعاب الرياضية، ولقد كان الدكتور محمد سالم من أوائل المعنيّين بكرة القدم ومن قدماء لاعبيها، ولقد أنشأ ابن عمي الدكتور طاهر الطنطاوي الذي تُوُفّي السنة الماضية (١٤٠٠هـ) أنشأ في بستان داره في الصالحية ملعبًا كاملًا لنفسه ولإخوانه.

1 / 72