Meeting at the Open Door
لقاء الباب المفتوح
Géneros
حكم من رد الأحاديث الصحيحة بحجة مخالفتها للعقل وظاهر القرآن
ردَّ بعضُهم أحاديثَ في الصحيحين بزعم أنها مخالفة لظاهر القرآن أو مخالفة للعقل؟!
قد يكون مخالفتها للعقل لاختلاف عقله هو، لا لحقيقة الواقع، وإلا فنحن نعلم أن ما ثبت عن النبي ﷺ لا يمكن أبدًا أن يخالف العقل، بل لا بد من أحد أمرين: ١- إما عدم صحة النقل عن النبي ﷺ.
٢- وإما فساد العقل.
أما مع صحة النقل وسلامة العقل فلا يمكن التعارض أبدًا.
السائل: فما حكم هؤلاء؟ الشيخ: لا نستطيع أن نحكم حكمًا عامًا حتى نرى الأحاديث التي زعموا أنها مخالفة للعقل.
السائل: مثل حديث موسى وملَكِ الموت ولطمه إياه، وكذلك حديث عائشة ﵂: (أن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه) وغيرهما من هذه الأحاديث؟ الجواب: لهؤلاء نَقول: إذا كنتم تعتقدون أن الرسول قالها؛ ولكن تكذِّبون الرسول وتقولون: قوله ﷺ مخالف للعقل، فلا نقبله، فهذا كفر.
أما إذا كنتم لا تعتقدون أن الرسول قالها، وتقولون: هذا وهم من الرواة مثلًا، أو خطأ منهم، فتكفيركم محل نظر! ففرق بين مَن يَرُدُّ قول الرسول؛ لأن قوله مخالف للعقل، وبين مَن يَرُدُّ قول الرسول؛ لأنه لم يثبت عنده، ولهذا لا نكفر عمر بن الخطاب ﵁ لما أنكر على القارئ القراءة التي سمعها القارئ من الرسول ﵊ وعمر لم يسمعها؛ لأن عمر أنكر آية من القرآن؛ لكنه أنكرها اجتهادًا منه، ظنًا منه أن هذا الرجل لم يتثبت، حتى وصل إلى الرسول ﷺ فأخبره، فأقر قراءة الرجل، ففَرْقٌ بين مَن يَرُدُّ ما قال الرسول لمخالفة العقل، وبين مَن يَرُدُّ ما رُوِي عن الرسول لظنه أنه لا يصح.
1 / 21