واستفاد بعض من هذا الكلام بأنه صريح في توثيق جميع من وقع في اسناد روايات كتابه أو مشايخه بلا واسطة، وأصر عليه المحدث المتتبع النوري (1)، كما قيل في حق كتاب كامل الزيارات وبشارة المصطفى وتفسير القمي.
لكنه لا يمكن الاعتماد على هذا الكلام:
1- انه لا يريد بكلامه ان رواة ما ذكر في كتابه ثقات الى ان يتصل بالمعصوم (عليه السلام)، وانما يريد ان مشايخه الثقات قد رووا هذه الروايات وهو يحكم بصحة ما رواه الثقات الفقهاء وأثبتوه في كتبهم.
ويدل عليه ان الشيخ الصدوق وصف المشايخ بالعلماء الفقهاء الثقات، حيث قال في مقدمة المقنع: «وحذفت الاسناد منه لئلا يثقل حمله ولا يصعب حفظه ولا يمله قاريه إذ كان ما أبينه فيه في الكتب الأصولية موجودا مبينا عن المشايخ العلماء الفقهاء الثقات (رحمهم الله)»، وقل ما يوجد ذلك في الروايات في تمام سلسلة السند فكيف يمكن ادعاء ذلك في جميع ما ذكره في كتابه؟
2- ان محمد ابن المشهدي وكذا الطبري من المتأخرين، ولا عبرة بتوثيقات غير من يقرب عصرهم من عصره، لان هذه التوثيقات مبنية على النظر والحدس فلا يترتب عليها أثر.
Página 17