La muerte visita Pemberley
الموت يزور بيمبرلي
Géneros
أمل دارسي ألا تظهر على وجهه أمارات الصدمة والذهول. فقد كان من الصعب تصديق أن الرجل الذي استجمع قوته من أجل الوقوف منتصبا في قفص الاتهام والتأكيد على براءته بنبرة واضحة وعازمة وثابثة كان هو ويكهام نفسه الذي يقف أمامه الآن. بدا ويكهام الآن هزيل الجسد وكانت الملابس التي كان قد ارتداها من أجل المحاكمة قد بدت كبيرة عليه جدا، فبدت رخيصة ورديئة وذات مقاس غير مناسب لرجل لم يكن من المتوقع أن يرتديها وقتا طويلا. وكان وجهه لا يزال يحمل أمارات الشحوب غير الصحي الناتج عن مكوثه في السجن، لكن حين التقت أعينهما وثبت كل منهما عينيه على الآخر لحظة، رأى دارسي في عيني ويكهام لمحة من نفسه السابقة، رأى نظرة تنم عن الحذر وربما عن الازدراء. وفوق كل شيء، بدا ويكهام منهكا، وكأن صدمة الحكم عليه بالإدانة والارتياح الناتج عن إرجاء تنفيذ العقوبة كانا أكثر مما يمكن للجسد البشري احتماله. لكن ويكهام القديم كان لا يزال حاضرا ورأى دارسي الجهد والشجاعة اللتين حاول بهما أن يقف منتصبا ويواجه أيا مما سيأتي.
قالت السيدة جاردنر: «سيدي العزير، أنت في حاجة إلى النوم. ربما تكون في حاجة إلى الطعام، لكنك في حاجة إلى النوم أكثر من أي شيء آخر. يمكنني أن أصحبك إلى غرفة يمكنك الحصول فيها على قسط من الراحة، ثم يمكننا أن نحضر لك فيها بعض الطعام. ألن يكون من الأفضل أن تنام، أو على الأقل تستريح ساعة قبل أن تتحدث؟»
ومن دون أن يشيح بعينيه من على المجموعة المجتمعة أمامه، قال ويكهام: «شكرا لك سيدتي، على كريم لطفك، لكنني حين أنام فسأنام ساعات طوالا، وأخشى أنني معتاد على الأمل بألا أستيقظ أبدا. لكنني في حاجة إلى التحدث مع الرجال هنا، ولا يمكنني الانتظار. إنني بحال جيدة بما يكفي يا سيدتي، لكن إن كان هناك شيء من القهوة المركزة وربما بعض المرطبات ...»
فرمقت السيدة جاردنر دارسي بنظرة سريعة ثم قالت: «بالطبع. أعطيت الأوامر بالفعل، وسأشرف على تنفيذها في الحال. سنتركك أنا والسيد جاردنر هنا لتحكي قصتك. وعلى حد علمي فالقس كورنبندر سيأتي لزيارتك قبل العشاء وهو يعرض عليك ضيافته لك الليلة؛ حيث ستكون في منأى عن الإزعاج، وستحصل على قسط هانئ من النوم. وسنعلمك أنا والسيد جاردنر بمجرد وصوله.» وبهذا خرجا من الغرفة وأغلق الباب في هدوء.
نبه دارسي نفسه من حالة من التردد والحيرة غمرته لحظة، ثم تقدم نحو ويكهام بذراع ممدودة، وقال بنبرة بدت له رسمية وباردة: «أهنئك يا ويكهام على شجاعتك التي أظهرتها أثناء مكوثك في السجن، وعلى نجاتك من هذه التهمة الجائرة بأمان. من فضلك خذ راحتك، ويمكننا أن نتحدث حين تتناول شيئا من الطعام والشراب. هناك الكثير لنتحدث بشأنه لكن يمكننا أن ننتظر.»
فقال ويكهام: «أفضل أن أتحدث الآن.» ثم غاص في الكرسي واتخذ الآخرون مجالسهم. وساد صمت غير مريح بينهم حتى أغاثهم بعد لحظات فتح الباب ودخول خادم ومعه صينية كبيرة تحمل إبريق قهوة، وطبقا من الخبز والجبن واللحم البارد. وبمجرد أن غادر الخادم الغرفة، صب ويكهام قهوته وشربها. وقال: «معذرة على سوء آدابي. فقد كنت مؤخرا في مدرسة رديئة لممارسة السلوك الحضاري.»
وبعد عدة دقائق أكل فيها ويكهام الطعام بنهم أزاح الصينية جانبا وقال: «حسنا، ربما من الأفضل أن أبدأ. سيتمكن الكولونيل فيتزويليام من تأكيد الكثير مما أقول. أنتم تعتبرونني شريرا بالفعل؛ لذا فإنني أشك أن شيئا مما أقول وأضيف إلى قائمة آثامي التي ارتكبتها سيثير ذهولكم.»
فقال دارسي: «لست في حاجة إلى الاعتذار. فقد واجهت هيئة من المحلفين، ونحن لسنا بهيئة أخرى منهم.»
أطلق ويكهام ضحكة، فكانت أقرب إلى نباح عال وقصير وأجش. ثم قال: «إذن علي القول بأنني آمل أن تكون أقل تحيزا. وأتوقع أن الكولونيل فيتزويليام قد أطلعك على الحقائق الأساسية.»
قال الكولونيل: «ما قلت إلا ما علمت، وهو قليل، ولا أعتقد أن أي أحد منا يصدق أن الحقيقة الكاملة قد قيلت أثناء محاكمتك. ولذا فقد انتظرنا عودتك لنسمع منك القصة كاملة ويحق لنا ذلك.»
Página desconocida