Enciclopedia de la Moralidad, la Ascética y las Efímeras
موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق
Géneros
إذا منع الله عبده رزقا فهو من رحمته؛ قال تعالى: {كلا إن الإنسان ليطغى (6) أن رآه استغنى (7)} [العلق: 6 - 7]. فالناس في نظر الله كالمرضى يعطيهم الدواء على قدر الداء، فإذا أعطى الفقر أو المرض للإنسان فقد أعطاه دواء مرا في باطنه الرحمة، فالمرارة نعمة، فقد يمنع # الإنسان ولده المريض عن أكل اللحم والحلوى، وهو كله رحمة بولده، وقد يمسك الوالد ولده بيده، ويقدمه للطبيب ليجري له عملية جراحية والولد يتألم والوالد كله رحمة بابنه.
وما من سيف لقمع ظالم أو سلاح لقهره رفع إلا وهو رحمة بالمجتمع الإنساني، وأكثر رحمته تتجلى في القصاص، فإن وجب القتل على إنسان فقتل كان ذلك رحمة بالمجتمع لعدم انتشار الفوضى.
بل إنك إذا نظرت إلى النار بعين الاعتبار، وجدت في باطنها رحمة، ولولا النار ما عرف القهار للكفار الفجار (¬1).
إلهي!
يا رحمن الوجود، يا من وسعت كل شيء رحمة وعلما، ظهرت رحمتك في كل ذرات الوجود فلا نرى شيئا إلا ونقرأ من آيات رحمتك ما يجذبنا إليك، وتطمئن قلوبنا بواسع حنانك.
رحمتك بالعوالم دلتنا على سعة الحنان فاطمأنت قلوبنا بأنك الرحيم بجميع الأكوان، وأنت تحب الرحمة لأنها صفتك، ونحن المستحقون لها لأن عيوبنا كثيرة، فانشر علينا رحمتك يا أرحم الراحمين.
الله يقسم رحمته كيف يشاء، ويدخل في رحمته من يشاء، والرحمة من الله إنعام وفضل، ونحن لا نكاد نرى آثار رحمة الله لكثرتها، وذلك بأن نعم الله لا تحصى، ولكننا نحسها إن أمسك الله بعض رحمته ونشعر وكأنها تنزع نزعا، قال تعالى: {ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور} [هود: 9] ومن المبشرات أن الله جعل الرحمة قريبة من المحسنين قال تعالى: {إن رحمت الله قريب من المحسنين} [الأعراف: 56].
وقفة
قال تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} [البقرة: 286].
Página 376