Enciclopedia Coránica

Dar Taqrib d. 1450 AH
186

Enciclopedia Coránica

Géneros

يونس) رفعا (1)، تجعل «إلا» وما بعده ، في موضع صفة بمنزلة «غير» ، كأنه قال : «فهلا كانت قرية آمنت غير قرية قوم يونس» ومثلها ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) [الأنبياء : 22] فقوله تعالى ( إلا الله ) صفة ، ولو لا ذلك لانتصب ، لأنه مستثنى مقدم ، يجوز إلقاؤه من الكلام. وكل مستثنى مقدم ، يجوز إلقاؤه من الكلام نصب ، وهذا قد يجوز إلقاؤه ، فلو قلت «لو كان فيهما آلهة لفسدتا» جاز ، فقد يجوز فيه النصب ، ويكون مثل قوله «ما مر بي أحد إلا مثلك». قال الشاعر (2) فيما هو صفة [من الطويل وهو الشاهد الرابع والتسعون] :

أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة

قليل بها الأصوات إلا بغامها

وقال (3) [من الوافر وهو الشاهد الخامس والتسعون] :

وكل أخ مفارقه أخوه

لعمر (4) أبيك إلا الفرقدان

ومثل المنصوب الذي في معنى «لكن» ، قوله الله عز وجل ( وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون (43) إلا رحمة منا ) [يس] ؛ وهو في الشعر كثير وفي الكلام.

قال الفرزدق (5) [من الطويل وهو الشاهد السادس والتسعون] :

وما سجنوني غير أني ابن غالب

وأني من الأثرين غير الزعانف (6)

يقول : «ولكنني» ، وهو مثل قولهم :

«ما فيها أحد إلا حمارا» لما كان ليس من أول الكلام جعل على معنى «لكن»

Página 198