رسول الله، فيقولون والله أن هذا لمحمد نائمًا عليه برده، فيظلون نهبًا للشك والتردد لا يقدمون على عمل حاسم (١)، حتى طلع عليهم الصباح، وإذا بعلي بن أبي طالب ﵁ ينهض من فراش الرسول ﷺ، وبهذا تبين لهم صدق ما قاله لهم ذلك الرجل الذي أخبرهم بخروج النبي عليهم من منزله.
وهنا تأَكد لكفار مكة أن النبي ﷺ قد أفلت (فعلًا) من قبضتهم فجن جنون الشرك لهذا الفشل الذريع الذي انتهت إليه مؤامراتهم الخبيثة.
ك يف نجحت الهجرة
ك ان النبي ﷺ قد اتصل بصاحبه الأكبر (أَبى بكر الصديق) ليتفقا على خطة يغادران بموجبها مكة إلى المدينة، وذلك بعد أن تبلغ النبي ﷺ ذلك القرار الغاشم الذي اتخذه برلمان مكة ضده.
فقد ذهب ﷺ إلى بيت الصديق لهذا الغرض، ولما كانت عملية الهجرة (بالنسبة للنبي ﷺ) تعد مغامرة خطيرة فقد أحيطت بالكتمان الشديد، حتى إِن النبي ﷺ لما وصل إِلى منزل صاحبه الصديق للتشاور معه في وضع الخطة، طلب مسند أن يأْمر كل من عنده بالخروج لئلا يتسرب شيء مما يدور بينهما حول هذا الموضوع الخطير.