أوقفني في الليل وقال لي إذا جاءك الليل فقف بين يدي وخذ بيدك الجهل فاصرف به عني علم السموات والأرض فإذا صرفت رأيت نزولي . وقال لي الجهل حجاب الحجب وحاجب الحجاب وليس بعد الجهل حجاب ولا حاجب ، إنما الجهل قدام الرب فإذا جاء الرب فحجابه الجهل ، فلا معلوم إلا الجهل أنه لا يبقى من العلم إلا أنه مشغول ما هو هو لا مجهول هو أنه ، فما تعلم مني وما تعلم بي وما تعلم لي وما تعلم من كل شيء فأنفه بالجهل فإن سمعته يسبحني ويدعو إلي فسد أذنيك وإن تراءي لك فغط عينيك وما لا تعلم فلا تستعلم ولا تتعلم ، أنت عندي وآية عنديتي أن تحجب عن العلم والمعلوم بالجهل كما أحتجبت فإذا جاء النهار وجاء الرب إلى عرشه جاء البلاء فألق الجهل من يديك وخذ العلم فاصرف به عنك البلاء وأقم في العلم وإلا أخذك البلاء . وقال لي أحتجب عن العلم بالجهل وإلا لم تراني ولم تر مجلسي ، واحتجب عن البلاء بالعلم وإلا لم تر نوري وبينتي . وقال لي انظر إلى كل شيء يراه قلبك وتراه عينك كيف قلت له كن فكان ، ثم انظر إلى الجهل الذي مددته بيني وبينه ولو لم أجعله بيني وبينه ما ثبت لنوري . وقال لي الجهل قدام الرب تلك صفة من صفات تجلي رؤيته ، والرب قدام الجهل تلك صفة من صفات تجلي الذات .
63 - موقف محضر القدس الناطق
Página 106